الصحة العالمية: لا مناعة جماعية ضد كورونا هذا العام

نبّهت منظمة الصحة العالمية إلى أن المناعة الجماعية ضد «كوفيد-19» لن تتأمن هذا العام رغم بدء توزيع اللقاحات في بلدان عدة، وقالت المسؤولة العلمية في المنظمة سمية سواميناثان من جنيف: «لن نبلغ المناعة الجماعية في 2021، مُشدّدة على أهمية مُواصلة تطبيق إجراءات الحماية مثل التباعد الاجتماعي وغسل الأيدي ووضع الكمامة للسيطرة على الوباء.

وأشادت سواميناثان «بالتقدم الكبير» الذي أحرزه العلماء الذين نجحوا في تطوير عدة لقاحات آمنة وفعّالة ضد فيروس جديد تمامًا في أقل من عام.

لكنها شدّدت على أن الطرح اللقاحات على العامة «يستغرق بعض الوقت». وأشارت إلى أن «توسيع نطاق إنتاج الجرعات يستغرق وقتًا ليس فقط بالملايين ولكن هنا نتحدث عن مليارات»، داعية الناس إلى «التحلي بالصبر قليلاً».

وشدّدت سواميناثان على أن «اللقاحات ستصل في نهاية المطاف، ستنقل إلى جميع البلدان».

وتداركت «لكن في غضون ذلك، يجب ألا ننسى أن هناك إجراءات ناجعة».

وأشارت إلى أنه ستكون هناك حاجة لمُواصلة اتخاذ تدابير الصحة العامة وتلك الاجتماعية التي تهدف إلى وقف انتقال العدوى «لبقية هذا العام على الأقل».

وقد صلت حالات كورونا حول العالم، أمس، إلى 91 مليونًا و318 ألف حالة، فيما توفي بالفيروس المُستجد مليون و952 ألفًا، وتعافى منه 65 مليونًا و291 ألف شخص. وكشفت صحيفة بيلد الألمانية في عددها الصادر أمس عن القلق الكبير الذي ينتاب المُستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من تطورات الوضع الصحي في البلاد بعد ارتفاع حالات الإصابة بالسلالة المتحورة لفيروس كورونا.

ُوقالت بيلد: إن ميركل عبّرت عن قلقها من الوضع خلال اجتماع داخلي لمجموعة العمل في مجموعة الاتحاد البرلمانية بقولها: «إذا فشلنا في وقف هذا الفيروس البريطاني، فعندئذ سيكون لدينا تأثير قد يصل إلى عشرة أضعاف».

وذكرت بيلد نقلاً عن مُتحدث حضر الاجتماع ورفض الكشف عن هويته أن المستشارة الألمانية حذّرت من إمكانية حدوث انفجار دراماتيكي في عدد الإصابات الناجمة عن فيروس كورونا الذي تحور في بريطانيا في حالة الفشل في احتوائه خلال إجراءات الإغلاق المفروضة في البلاد.

وتابعت ميركل أن ألمانيا ستضطر إلى تمديد إجراءات الإغلاق الصارمة ل 10 أسابيع أي إلى غاية أواخر شهر مارس – آذار المقبل إذا فشلت السلطات في احتواء هذه السلالة الجديدة من الفيروس السريعة الانتشار.

إلى ذلك أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية أمس أنها تلقت طلب ترخيص للقاح «أسترازينيكا/‏‏أكسفورد» ضد فيروس كورونا المستجد، مُوضحة أنها قد تتخذ قرارًا بشأنه في 29 يناير. وأفادت الوكالة التي تتخذ مقرًا لها في أمستردام، في بيان أنها «تلقت طلبًا للسماح بشروط بتوزيع اللقاح ضد «كوفيد-19» الذي طوّرته أسترازينيكا وجامعة أكسفورد في السوق».

من جانبها تبدأ السلطات التركية، الخميس أو الجمعة المقبلين، حملة التطعيم بلقاح «كورونا»، وسط توقعات برفع تدريجي للإجراءات الاحترازية مع انخفاض الإصابات المُسجلة. وقال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، في كلمة عقب ترؤسه اجتماعًا للحكومة بأنقرة، إن هناك تراجعًا ملموسًا في عدد الإصابات بكورونا في البلاد، بفضل التدابير المتخذة.

ولفت إلى أن الحكومة سترفع تدابير «كورونا» تدريجيًا مع انخفاض الإصابات إلى ما دون حد معين، كما فعلت سابقًا.

وجدّد تأكيده على ضرورة مُواصلة الالتزام بتدابير الوقاية من الفيروس على الصعيد الشخصي، المتمثلة في ارتداء الكمامة ومُراعاة قواعد النظافة والتباعد الجسدي، لحين إيجاد حل دائم لمشكلة كورونا.

وبخصوص اللقاحات، قال «أردوغان»: إن التطعيم بلقاح كورونا سيبدأ في تركيا الخميس أو الجمعة، وفقًا للترتيب المُحدد مُسبقًا (بخصوص الفئات التي سيتم تطعيمها).

ولفت إلى أن تركيا تتابع عن كثب مشاريع إنتاج لقاحات «كورونا» في العالم من جهة، فضلًا عن مواصلة جهودها لتطوير لقاحات محلية من جهة أخرى.

وأوضح أن تركيا تسلّمت 3 ملايين جرعة من لقاح صيني، كدفعة أولية، وأنها أبرمت تفاهمًا أوليًا للتزود بلقاح ألماني، وأن المُباحثات مستمرة لتوقيع اتفاق نهائي.