توطئه
----------
أضحى إرتفاع سعر صرف الريال ( إنخفاص قيمته الخارجيه ) أمام العملات الاجنبيه ، حديث الساعه في الآونه الأخيره ، لما لإرتفاع سعر صرفه من آثار سلبيه على الرواتب وعلى الناتج والإدخار والاستثمار والتضخم ، وكل مؤشرات الاقتصاد الكلي .
وقصة الرعب التي يعيشها المواطن وتنذر بكارثه إقتصاديه ماحقه ، بدأت بعد أن أخذت قيمة الريال الخارجيه (سعر الصرف)
باﻹنخفاض تدريجيا
خلال السنه الاولى للحرب من 214.9 ريال/دولار في يناير 2015م ليصل إلى 255ريال /دولار في بداية اغسطس 2015.م وذلك عقب فتح المجال للتجار لإستيراد المشتقات النفطيه .
ثم أخذ يتهاوى بتسارع مخيف خلال العام التالي الى أن وصل سعره في سوق الصرف الأجنبي ( عند الصرافين) إلى حدود 275 ريال/دولار في نهاية فبراير2016م
وبذلك يكون الريال اليمني قد فقد من قيمته مقابل الدولار حوالي 26.6 بالمئه خلال الأشهر يناير 2015 م وحتى نهاية فبراير 2016م دون أن تتخذ السلطه النقديه ( البنك المركزي اليمني) أي إجراءات وقائيه أو حمائيه لفرملة التسارع في إرتفاع سعر الصرف .
في 19 مارش2016 أتخذ البنك المركزي اليمني قرارا برفع سعر الصرف التأشيري للريال الى 250ريال/دولار بعد أن ظل عند 214.9خلال أشهر الحرب الماضيه ، وذلك بغية تقليص الفجوة بين سعره التأشيري وسعره لدى شركات الصرافه ، الذي تراوح بين 380- 390ريال/دولار .
لم يتخذ ب.م.ي أي إجراء آخر غير خفض سعر الصرف التأشيري للريال .
شهدت الأشهر التاليه لهذا الإجراء تراجعا بوتيره أسرع منذ ذي قبل لقيمة الريال تجاه الدولار والعملات الاجنيه الأخرى المتداوله في سوق الصرف الأجنبي ( لدى الصرافين ) . حيث وصل سعر صرفه الى 300 ريال/ دولار او يزيد في سبتمبر من نفس العام .
إثر هذا التراجع المتسارع في القيمه الخارجيه للريال ( ارتفاع سعر صرفه أمام العملات الاجنبيه في سوق الصرف المحليه ) تدخل البنك المركزي اليمني في عدن بائعا للدولار في مزاد العمله، بغية تحقيق هدفين أحدهما ، سحب السيوله المحليه المكتنزه لدى الصرافين وتجار الاستيراد . وثانيهما إيجاد قدر من التوازن مابين عرض الدولار والطلب عليه . وكان المزاد حينها قد أرسي على 301ريال/دولار
وحسب المعلومات المتواضعه المتوفره لدينا فقد باع ب. م. ي بالمزاد 30مليون دولار .
ثم أستمر يبيع بالطلب في الايام التاليه بنفس القيمه التي باع بها في المزاد ، حتى وصل إجمالي ماباعه من الدلارات الى حدود 100مليون دولار .
بعد ذلك الإجراء الذي اقدم عليه المركزي ، وبعد وصول وضخ كميه من الاوراق النقديه (العمله) المطبوعه حديثا ، أخذت قيمة الريال تتهاوى متوالية وبسرعه غير مسبوقه في تاريخ النظام النقدي اليمني ففي ظرف اسبوع فقط انتقل من 310، 315،325، ...... ، الى أن وصل في 1/ فبراير/2017م إلى 340 ريال/ دولار .!!
حينها أفاق الجميع من الصدمه يتساءلون ما هي أسباب تهاوي الريال بهذه السرعه الجنونيه ، أهي كمية النقود التي ضخها البنك المركزي - عدن - من شحنة الطبعه الجديده ، الموقع عليها المحافظ الجديد منصر القعيطي و الطبعه أنجزت بختم عام 2016 .؟؟
أم أن هناك اسباب أخرى ؟؟
للحديث بقيه في الجزء (2-3)