لماذا توقفت حملات تشويه تجار الخردة؟!
ماجد الداعري
■ بعد صدور حكم قضائي نافذ لصالح تجار الخردة، قضى بحفظ حقوقهم وحصولهم على 75% من قيمة الطن الخردة عال...
"الاتفاق النووي مع إيران سيئ، ولا يمكن إصلاحه عن طريق المحادثات الأمريكية - الأوروبية"
جون بولتون ـــ مستشار الأمن القومي الأمريكي
"ظريف" وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، فهو يهدد الولايات المتحدة، بأن بلاده لن تعيد التفاوض حول الاتفاق النووي الإيراني الشهير بفجواته وثغراته وهشاشته. وهذا "الظريف" يمضي قدما في تصعيد تهديداته لواشنطن من أن أي خطوة يتخذها البيت الأبيض هناك ضد الاتفاق، لن تمضي دون رد إيراني! الواضح أن هناك رعبا لم يسبق له مثيل يهز أركان النظام الإرهابي في إيران، جراء السياسات الجديدة التي تتبعها إدارة دونالد ترمب حيال هذا النظام. خصوصا بعدما فشل الأوروبيون في تغيير التوجه الأمريكي، رغم محاولات لم تهدأ من جانبهم لتحقيق هذا الغرض، بما في ذلك زيارتان مهمتان للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لواشنطن. موقف الأخيرة واضح. هذا اتفاق سيئ للغاية، ولا بد من التعاطي معه على هذا الأساس.
على كل حال، التهديدات الإيرانية للولايات المتحدة تشبه التهديدات الجوفاء لسفاح سورية بشار الأسد، التي يوجهها بين فترة وأخرى لإسرائيل. فالمنبع في النهاية واحد. وهذا يعني أن ما قاله ظريف لا يعدو عن كونه استهلاكا كلاميا ضروريا، ليس بالنسبة للشعب الإيراني "هذا الشعب ليس مهما عند نظامه"، بل لبعض حلفاء إيران من العصابات والأنظمة المارقة. المهم أن الاتفاق النووي لا يمكن إصلاحه "بحسب البيت الأبيض" مع الأوروبيين. وهؤلاء يتعاطون مع المسألة من زوايا تشبههم، زوايا رمادية أو حتى بلا لون، وبالفعل أسهموا في كثير من الامتيازات للنظام الإرهابي في إيران بحجج باتت مملة، مثل لا بد من احتوائه، أو لا توجد أدلة على مخالفته للاتفاق النووي، أو لنترك الزمن يحدد مصداقيته، إلى غير ذلك من تلك الحجج.
بعد أن "نجح" الأوروبيون في فشل جديد لهم في هذه المسألة، تحولت طهران ضدهم، على الأقل من جهة الانتقاد في الوقت الراهن. فهؤلاء وعدوا علي خامنئي بالحصول على امتيازات إضافية من طهران، بغية إقناع الرئيس الأمريكي بعدم الانسحاب من الاتفاق. وهذه الامتيازات "بحسب ظريف" عبارة عن اتفاق جديد يشمل قضايا خارج إطار التفاوض، بما في ذلك قدرات إيران الدفاعية ونفوذها الإقليمي. غير أن عوائد تحركاتهم على الساحة الأمريكية لم تتجاوز الصفر! ووقفوا عراة أمام خامنئي. وهذا الأخير يعرف في النهاية أن الكلمة الأخيرة ليست لدول أوروبية لا تقوى على التحرك الاستراتيجي العالمي من دون الولايات المتحدة، لكنه تمنى أن تحقق أوروبا ولو نقطة واحدة لمصلحة طهران عند واشنطن. وهذا لم يتم، ولن يتم في ظل الإدارة الأمريكية الحالية.
كان مهينا حقا للاتحاد الأوروبي وللرئيس الفرنسي ماكرون، عندما رد على سؤال حول طبيعة القرار الأمريكي من الاتفاق النووي في 12 من الشهر الجاري. ماذا قال؟ لا أعرف! والإهانة هنا تكمن في أن فرنسا "كبقية البلدان الأوروبية الأخرى" حليفة للولايات المتحدة ما يسمح لها بالمعرفة الأولية على الأقل، لقضية هي جزء منها! الدول الأوروبية تنتظر الآن "كغيرها من دول العالم" القرار الأمريكي لكي تتعاطى معه فورا، دون مساحة للتحضير إطلاقا. وهنا تكمن المصيبة الإيرانية، فالقناة الوحيدة المحترمة التي تمتلكها طهران مع واشنطن كانت الاتحاد الأوروبي، وهذا الأخير لا حول له ولا قوة. أسرع النظام الإيراني "حتى بعد زيارة ماكرون الأخيرة للولايات المتحدة" لتقديم تنازلات قبل الموعد النهائي للقرار الأمريكي، غير أنها لم تلق انتباها أمريكيا على الإطلاق.
اللافت حقا، أن الأوروبيين لا يزالون يحلمون بموقف أمريكي مناسب حيال الاتفاق، وتجنب انهياره، حتى بعد أن كشفت إسرائيل بالوثائق "الملفات السرية النووية الإيرانية"، التي أثبتت أن النظام الإرهابي الإيراني كان يسعى سرا لإنتاج أسلحة نووية. أسرعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديركاموجيرني "كعادتها" للتأكيد "أن ما تم كشفه من ملفات، لا يدفع للتشكيك باحترام طهران للاتفاق النووي". بل ذهبت أبعد من ذلك بالقول "على إسرائيل أن تمتلك أدلة قاطعة على وجود خطة سرية يمكن لإيران، تفعيلها في أي وقت لامتلاك القنبلة الذرية". الدفاع الأوروبي التقليدي نفسه عن نظام أثبت عبر عقود أنه قائم على الإرهاب ونشر الحروب هنا وهناك. نظام يحلم بالنووي للتدمير في سياق تنفيذ استراتيجية الخراب التي امتهنها منذ استيلائه على السلطة.
لتصمت أوروبا من الآن حتى 12 من الشهر الجاري. فقد أثبتت مرة أخرى أن لا قيمة قوية لها على الساحة الأمريكية، على الأقل مع هذه الإدارة. والحق أن كبار المسؤولين في الدول الأوروبية الثلاث الرئيسة "فرنسا وألمانيا وبريطانيا"، التزموا هذا الصمت بالفعل، ولم يستطيعوا حتى توضيح الموقف تماما للمؤسسات المعنية في بلادهم، والسبب معروف، بالطبع، وهو أنهم لا يملكون ما يستخدمونه للتقييم. إنهم أطراف هامشية "الآن" عند البيت الأبيض.