معاناة باحث عن جواز في عدن

السؤال المعتاد كيف الحال , كان رده , حالي كحال هذا البلد الذي تعيشه , شكله منهك وتعب , نحيف نحف سوء تغذية , قلت له ماذا اصابك يا صديقي , رد مصيبتي هي مصيبة البسطاء والمساكين مثلي , قضيتي قضية وطن وانسان , فقد حلمه وتطلعاته واماله , كان ضحية مجموعة من اللصوص والفاسدين وهواة المنصات والزعامة , هتفنا لهم بحلمنا وصفقنا بحرارة مشاعرنا , سلمنا لهم امرنا , واذا بنا اليوم ضحاياهم , صورتي اليوم تعكس هذا الخذلان , هي صورة البلد وكل الشرفاء والطامحين والمتطلعين لغد مشرق على أيدي هولا يبدوا انه بعيد المنال , هي صورة عدن والسطو والنهب والفساد والشطط والتهور والحماس الغبي الذي يدفع لصنع اصنام من الجهل والتخلف وبلادة العسكر .
 
ثم ارتفع صوته عاليا , اذهب للهجرة والجوازات لتعرف قصتي , في الهجرة والجوازات صورة البلد البائس والمواطن المهان والمعذب , في الهجرة والجوازات الفساد المستشري , ولإيراد دون سندات رسمية , وابتزاز المواطن , من سماسرة الفوضى والازمات ( والاسكينر ), من مستغلي المرضى والمنهكين والمسافرين , صورة قبيحة لاستثمار قذر لمعاناة الناس , صورة الدولة الضعيفة التي لا تستطيع ضبط ايقاع الحياة لصالح المواطن ,في الهجرة والجوازات كلهم يشتركون في تعذيب المواطن وتقديم صورة قبيحة لعدن , كلهم دون استثناء شرعية وانتقالي وتحالف , يختلفون ويتفقون في الهجرة والجوازات على المواطن المسكين الذي يبحث على جواز سفر للعلاج من مصائبهم , ومصائب قوما عندهم فوائد , في الهجرة والجوازات وجدت من كان في الساحة ينادي بالتحرير والاستقلال ومن ينادي بالدولة الاتحادية , مبتز او فاسد او متواطئ او راضي ومتعامس , الصورة في الهجرة والجوازات ليست مخفية , واضحة بكل تفاصيلها , ابتزاز عيني عينك , ايراد دون سند رسمي , فساد و وساطة ومحسوبية , وسماسرة يسرحوا يمرحوا بالميري والرتب العسكرية دون احترام للوظيفة ولا للمكانة , قال احدهم عندما راني متشفيا سلام الله على عفاش .
 
هل يرضي ذلك الحكومة والشرعية و وزير الداخلية , ومدير الامن , ومدير المصلحة , هل يرضي ذلك الشرفاء في هذا الوطن العزيز وهم كثر بعيدين عن ما يحدث , هل يرضي المعارضة التي تسعى لمصالحها , لا اعتقد ان هولا شاهدو المنظر او تلمسوا الحال , فهو لا يعنيهم , جوازاتهم تختلف عن جوازات المواطن حمراء , نافذتهم خاصة ومكانتهم خاصة , الفرق بينهم وبين الموطن كبير , هم بعيدين عن المواطن فلا يحسون بمعاناته , ولا يعنيهم ذلك , لا ن بروجهم عالية , وامنهم خاص , وحياتهم نعيم , بينما الموطن يعيش انفلات امني وتدهور معيشي وراتب تحت رحمتهم , واستغلال وابتزاز لحالة وحقوقه ومصالحة , لهذا كروشهم كبيرة والمواطن يعاني سوء التغذية , عن أي مواطنة يحدثنا هولا .
 
بينما الحلول متاحة في تعدد منافذ الصرف للمديرات والمحافظات المجاورة والاصدار الالي , لتخفيف من الازدحام وهذا ما لا يخدم الفساد والابتزاز , لكنه يسهل للمواطن الحصول على جواز سفر للعلاج او السياحة .
 
وقد تجد من يريد ان يقنعك انك لست يمني , بل انت مجرد وحدة جوار في الجزيرة العربية , ثم يهرول للبحث عن جواز يمني احمر , يجول ويصول فيه العالم من اموال هذا الشعب المطحون , هذا حالنا في وطن منهك والله المستعان .

مقالات الكاتب