الناهبين والباسطين في عدن

في اخر نشاط للحركة المدنية الديمقراطية , رٌكز على بسط  الاراضي والعشوائيات في عدن , جهود تبذل لدعم المجتمع المدني في عدن في مواجهة العنف والسطو والانانية السياسية والشخصية والفساد في مؤسسات الدولة , فساد استغلال الوظيفة في اشباع انانية النفس الامارة بالسوء , و جشع النهب والسيطرة والاستحواذ وخرق النظم والقوانين , وترسيخ مبدأ حاميها حراميها .
الكل في هذه اللقاءات يندب حضه , من جور الم ما يحدث لعدن من تشويه وبسط ونهب لأراضي الدولة والناس , في خرق فاضح  للنظم والقوانين , ومدنية عدن ومخططاتها العمرانية , جور ان  الباسطين والناهبين معروفين ويمكن ان يشار لهم بالبنان ,من يضبطهم ؟ وهم يمارسون اعمالهم تحت مكونات ومسميات المقاومة الجنوبية , وتحت شعارات حق الشهداء والمناضلين وراية الجنوب والجنوبين , والعار ان بعضهم حاميها حراميها , متنفذين ومسؤولين  في السلطة المحلية والعليا ,في حق يراد به باطل ان الباطل كان زهوقا , باطل ضاق به ذرعا  العامة من ابناء هذه المدية , حيث صارت حمى البسط والنهب على اراضي الدولة والناس من الجمعيات السكنية ومخططات الدولة المصروفة منذ امد بعيد , ولديهم وثائق رسمية بها , والقانون يحفظ لهم هذا الحق , ويبطل البسط العشوائي بالعنف والسلاح كعصابات , تسطو على المتنفسات والسواحل وردم البحر و مجاري السيول , واغلاق الشوارع , واسوار المدارس والحدائق والارصفة , ومعالم عدن ,حيث صارت عدن تقترب لقرية كبيرة من العشوائيات اكثر مما هي مدينة حضرية .
هذه الظاهرة لم تكن وليدة اللحظة , بل هي امتداد لبسط ونهب منذ 25 عام , نهب عصابة و متنفذين من النظام حينها , الكل يعرف الحزب الحاكم وعصابة نهب الاراضي , وشراء الذمم , وتوزيع المخططات ببطاقة الحزب , لا نتجنى نظام الحصر والتوثيق في الهيئة يكشف بالأسماء والاعداد المهولة وفي كل المخططات حتى التعويضية منها , والجمعيات السكنية التي تعرضت للسطو , والعدالة العرجاء التي تحق الارض للناهب وتعوض المنهوب , وسماسرة سيناريو التعويض , والفائدة للقيوم , يأخذ نصيب الاسد في المخطط  الجديد شكرا وعرفان على اقناع الناس , وما خفي كان اعظم .
كان لابد ان يثور الناس على هذا الباطل و هذه الممارسات , وكنا ننشد ان نرتقي لوعي الثورة , التي ترفض ان تتلطخ بممارسات الماضي , ثورة تصحيح واصلاح الاعوجاج ,  لتعيد الامور لجادة الصواب , تنصف الناس والبلد وعدن , تكشف العورات وتحاسب  ,لكننا  وجدنا ما هو اسوء , من عصابة النظام , لعصابة المقاومة , والمقاومة بريئة منهم .
منذ اللحظة الاولى لثورتنا المباركة , ونحن في ساحات الشرف , وهناك ايادي قذرة تستغل هذا المخاض لتنهب وتسطو وتعبث بالبلد وعدن , وكنا نحذر وننوه , مستغلين الانفلات وغياب الدولة , حيث كانت قيم الثورة ومبادئها هي البديل الضابط والحريص على ان تحقق الثورة اهدافها النبيلة , تلك الثلة التي لا علاقة لها بالثورة وضوابطها , كانت منفلته تعبث بعدن وتسطو على اراضيها وتنهب الممتلكات العامة والخاصة , مدعومة بشباب سلح من قبل النظام حينها لذات الغرض تشوية صورة الثورة , كان الثوار يقدمون التضحيات في الساحات وامام اعينهم هناك من يسطو على الارض ويبني بقوة السلاح , كما حدث في المنصورة في اكثر من موقع , اليوم هي مباني شاهدة كعار على اصحابها ولعنة صابت عدن و مواقعها المشوه للمنظر العام ورونق عدن , كل ذلك يتم بتخاذل او تواطئ او تسهيل السلطة المحلية والمقاومة , اين المسئولية وحماية عدن ؟ والمزعج ان نطلب من باسط وفاسد تحول بقدرة قادر لمسؤول , ان يزيل العشوائيات , ويوقف حمى البسط , كنا قد نوهنا سابقا على ضرورة وقف صرف الاراضي لحين يصلح حال الدولة , والى اليوم لم يصلح حال الدولة , بل صلح حال الفساد والنهب والسطو والعبث , واذا عرف السبب بطل العجب .
على عاتق الدولة ان تضع مخططات للمقاومة والشهداء رسمية تحت سلطة رسمية كالجمعيات السكنية والشعبية , وتجريم المكونات المنفلتة التي تدعي انها تمثل هذه الفئات الطاهرة والشريفة التي قدمت ارواحها ودمائها فداءاً للوطن , وتحمي عدن والمناطق المحررة من الفاسدين والمبتزين بأسمائها  وراياتها , والله على ما اقول شهيد  .  
احمد ناصر حميدان

مقالات الكاتب