بلعنةِ قاتلٍ صِرْنَا نَعقُّ
وفي أسماعِنا قَصْفٌ يُدَقُّ
فلا ندريْ لمَا همْ شردُونا؟!
ولا ندريْ لمَا هُمْ لمْ يرِقُّوا؟!
فأينَ أبي وأينَ حنانُ أمي؟
فإنَّ العيشَ دونهمُ يَنِقُّ
فآهٍ أيْنَ رحَلوا بعدَ قصفٍ؟!
ونارُ القصفِ إعدامٌ وحرقُ
فلا سكنٌ لديَّ ولا حَياةٌ
كَأَنَّ المَوتَ أصْبحَ فيَّ حقُ
أَزِفْنا نَحْنُ والأوطَانُ أزِفاً
تنُوءُ بهِ الحَياةُ وتستمقُّ
وأضحىْ الخَوفُ يَقْرَعُ كلَّ بابٍ
وكمْ خضعَتْ لهذا الخوفِ عُنقُ
فلمْ يعُدْ الأمانُ بِنا مُحِيطاً
وفاءَ الظلُّ عنَّا وهوَ درْقُ
وليسَتْ غيرُ أصواتِ المنَايا
تُناديْ وصوتُها للقلبِ صَعْقُ
هلِمُّوا صوبَ هذا الموتِ حَشْراً
وشُقُّوا نحوَه الطرقاتِ شُقُّوا
وهذا الوطنُ أصبحَ بينَ أَيْدٍ
أتَتْ تلهو به والشعبُ حُمْقُ
أليسَ اليمنُ للحكماءِ داراً..!؟
وهمْ في الدينِ نبراسٌ وسِبْقُ
ولكنَّ السياسةَ قد غزَتْها
فلاْ أحدٌ لهذا الغزوِ فُوْقُ
تكادُ لشوقِها وتَخالُ ذِكراً
وتحْنُو لها وأنتَ علَيْها بُلْقُ
مَصيرُ العابثينَ بها جَحِيمٌ
وجِزْيتُهمْ من الأحرارِ سَحْقُ