المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية أمان العامل ومظلة التنمية الاقتصادية

.نرى في حياتنا أن من مسببات الفقر, فقد الدخل نتيجة تحقق أحد المخاطر المتمثلة في " الشيخوخة,والعجز, والوفاة, وإصابة العمل,والمرض والبطالة," لاسيما وأن التأمينات الاجتماعية تعتبر عاملا هاما في محاربة الفقر بما توفره من تعويض مناسب عن الدخل الذي ينقطع نتيجة تحقق المخاطر المشار إليها,  كما أن المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في بلادنا، تعمل من جانب آخر على زيادة الإنتاج وحفظ الثروة البشرية, ومن هنا تبدو أهميتها الاقتصادية وكذا الاستقرار الوظيفي, لذلك تولي معظم الدول عناية كبيرة في مد مظلة التأمين الاجتماعي إلى كل فرد من أفراد المجتمع, اما بشكل مباشر ( المؤمن عليه وصاحب المعاش) أو بشكل مباشر ( أسرة المؤمن عليه أو صاحب المعاش) .

 

كما تلعب المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية دورا هاما وفعالا في بناء المجتمع واستقراره والعمل على دعمه اقتصاديا كونها أضحت ضرورة حتمية في حياة الفرد والمجتمع معا لا بديل عنها اضافة الى أنها ظاهرة صحية وعلاج اجتماعي ناجع أثبت فاعليته لبناء مجتمع سليم ومعافى, ويكمن العمل الهام والمميز الذي تلعبه التأمينات الاجتماعية في حياة الفرد من ناحية وكذلك في دعم الاقتصاد الوطني من ناحية أخرى من خلال دورين هامين تؤديهما حيث يتجلى الدور الأول اهتمامها بالفرد المشمول بأحكامها وبضمانها مستوى مقبول لمعيشة كل مؤمن عليه وكذلك لما تتركه من أثر إيجابي في حياة المؤمن عليه يتمثل في أربعة أبعاد وهي :

 

1. البعد النفسي

2. البعد الاجتماعي

3. البعد الديموغرافي

4. البعد الأخلاقي

 

تعمل مؤسسة التأمينات الاجتماعية على حماية العامل وأفراد أسرته من خلال تحريرهم من الخوف على مستقبلهم وهو ما يؤدي إلى زيادة الإنتاج وبث روح الاستقرار في نفس العامل. 

 

كما تقوم المؤسسة التأمينية بدور الوسيط النزيه بين العامل من جهة وبين صاحب العمل من جهة أخرى فهي تقوم بإرساء واستقرار علاقات العمل بتحصيلها الاشتراكات المستحقة على العامل وصاحب العمل وعند الحاجة يتم دفعها للعامل. 

 

تمثل التأمينات الاجتماعية مرفقا من المرافق العامة للدولة, لذلك فهي تسهم في حفظ المجتمع من الفساد والانحلال من خلال تأمين العاملين بأنواع التأمين التي نص عليها قانون التأمينات الاجتماعية كتأمين الشيخوخة وتأمين العجز والوفاة الطبيعية وتأمين إصابات العمل وهي بذلك تبعدهم عن الضياع وسلوك طريق الرذيلة والجريمة. 

 

بالإضافة إلى أنها تقوم بدور حيوي وهام في دعم وتنمية الاقتصاد الوطني والعمل على تطويره ويتجلى ذلك من خلال استثمار احتياطي التأمين لديها بإقامة مشاريع استثمارية تعود بالنفع على العاملين اضافة إلى إيجاد فرص عمل جديدة لتشغيل عدد أكبر من العمال وبالتالي المساعدة في مواجهة خطر البطالة والعمل على القضاء عليها, أو تحويل فائض أموال المؤسسة إلى صندوق الدين العام والذي يتولى استثماره في مشاريع الدولة الإنمائية والاقتصادية. 

 

 

كما أنها توفر كافة وسائل العلاج للمرضى المؤمن عليهم حيث تقوم التأمينات الاجتماعية بتقديم المعونة المالية لهم.

 

تخلق استقرار اقتصادي من خلال ما تؤديه من مزايا نقدية إذ تحفظ القوة الشرائية للمؤمن عليهم في حالات التقاعد والإصابة والعجز والوفاة.

 

كما أنها تحمي القطاع الخاص من التعرض لأزمات مادية وبنص القانون فالتأمينات الاجتماعية تحل محل صاحب العمل في أداء المستحقات التي يلتزم بأدائها للعامل وعبء مكافأة نهاية الخدمة وإصابة العمل والأمراض المهنية . وبالتالي فلا مجال لحدوث منازعات بين العمال بشأن الحصول على حقوقهم المذكورة أعلاه. 

 

 

هذا وتخفف التأمينات الاجتماعية إذا ما اتسع نطاقها من الأعباء والالتزامات المالية الملقاة على عاتق الدولة في سبيل توفير المعونة لمن هم في حاجة إليها من الأفراد فهي ترفع مستوى المعيشة ليس لفاقدي القدرة على الكسب فقط وإنما يمتد ليشمل كافة أفراد المجتمع وبالتالي فهي تعمل على الحد من الحاجة للمساعدات الخارجية . الوعي التأميني كأكبر التحديات التي تواجه التأمينات الاجتماعية :

 

الوعي التأميني يكتسب أهمية كبرى بمجال عمل التأمينات الاجتماعية في هذا العصر الذي بات فيه المجتمع باختلاف مناطقه وترامي أطرافه قرية كونية صغيرة تتلاقى فيها بسرعة كافة جهود التوعية بنظم التأمينات وتؤثر في بعضها البعض من خلال بث هذا الوعي بين جموع العاملين والتي يمكنها أن تسهم في خلق نسيج جديد لحياة ذات خصائص مميزة في مجتمع معافى يعمل جاهدا على دعم العمل التأميني ونجاحه.

 

يعتبر الوعي التأميني نوع من التوعية الاجتماعية التي تعتمد على حسن أداء أجهزة التأمينات الاجتماعية لدورها في حماية العامل ورب العمل معاً ويتحقق الوعي التأميني من خلال المعرفة وذلك عن طريق اكتساب المعلومات والمعارف الخاصة بنظم التأمينات من قبل طرفي الإنتاج (العامل وصاحب العمل) وكذلك يتحقق الوعي التأميني من خلال القيم السلوكية حيث تلعب التوعية بنظم التأمينات دوراً هاماً ومميزاً في تغيير وتشكيل السلوك الإنساني للعمال وأصحاب العمل من خلال التركيز على الجوانب النفسية والإنسانية لطرفي الإنتاج والتأكيد على احترام القوانين وتنفيذها فيما يتعلق بعمل التأمينات ودورها الوطني في دعم مسيرة الوطن.

يتبع في العدد القادم...

الناشر - رئيس التحرير لصحيفة التنمية اليوم وموقع التنمية برس.

مقالات الكاتب