مصانع طحن الاسمنت..مشاريع العصر
د/ حسين الملعسي
■ صناعة الإسمنت هي عملية تحويل المواد الخام مثل الحجر الجيري والطين إلى مادة بناء قوية تستخدم في تشي...
ترأس سعادة السيد إيلدار سليموف، سفير جمهورية أذربيجان الشقيقة لدى المَملكة الأردنيَّة الهاشميَّة، الاحتفال الكبير للسفارة الأذربيجانية، بمناسبة ذكرى مرور عام واحد على النصر المؤزَّر في "الحرب الوطنية التحرريَّة العُظمى"، التي أفضت إلى تطهير أراضي أذربيجان المُغتصَبة أرمينيًا لنحو ثلاثة عقود متتالية، بعدما شهدت الكثير من المآسي، منها كما قال السفير في الاحتفال، نزوح نحو مليون لاجئ هُجِّروا من منازلهم وأراضيهم، وبأن "التحدي الحقيقي الذي تواجهه بلاده حاليا، هو وجود مئات الآلاف من الألغام والتي زُرِعَت على مدار30 عاما ماضية، والتي تسببت بوفاة وجرح 150 شخصًا من ضمنهم السكان المدنيون". كذلك، سجل التاريخ والمنظمات الدولية بالإضافة لمنظمة الأُمم المتحدة استيلاء الاحتلال على مساكن الأذربيجانيين، واستهداف الكنائس والمساجد الأذرية وتخريبها، وتحريف تاريخها وتدنيسها، وعلى مدار الحقبات المنصرِمة فشلت جميع الوساطات العربية والإسلامية والدولية في إقناع أرمينيا الانسحاب من الأراضي الأذربيجانية، كذلك لم تُحرّك "مجموعة مينسك" ساكنًا في سبيل إعادة الحق إلى أصحابه الشرعيين – الأذربيجانيين.
زد على هذا كله، أنه لم يتم تفعيل قرارات "منظمة الأمم المتحدة" بشأن إعادة الأراضي الأذرية إلى أصحابها سِلمًا من خلال المفاوضات ولا لتفعيل النوايا الحسنة، فقد تم العَمل في مواجهة ذلك واستبعاد المبادئ والقِيم والقوانين والقرارات الدينية والوضعية التي ساندت أذربيجان ومطالبها المشروعة التي لا تختلف في شَيء عن أي مطالب أخرى لبلدان رَزَحَت أو ما تزال ترزَح أراضيها تحت نير الهيمنة الكولونيالية والاستيطانية بمختلف صورها القميئة، ففي الاستعمارَين "الإحلالي والاستيطاني"، عَملت القوات الاحتلالية على طرد الأذريين من بيوتهم وشرّدتهم، ونزع المحتلون من أيدي الفتيات والنساء فُتات الخبز وماء الشِّفَة، وحتى المَعادن الثمينة لم تَسلم من النهب، وهذه الجرائم موثقة في صفحات حِدادٍ سوداء كثيرة باكية لم تجف للآن، ولن تجف ولن تُنسَى في المستقبل.
أستذكر هنا بألم كبير وبكاء مرير حارق، المآسي والدماء التي سالت في "الحرب الوطنية العظمى للشعب السوفييتي" دفاعًا عن الأرض والعرض والمستقبل الآمن، فقد حارب أقاربي حَمَلَة الأوسِمة في غمارها، وساروا عبر كل بلدان شرق أوروبا محررِين لها من الفاشية والنازية، فاستشهد بعضهم، ليصل غيرهم إلى برلين والمخبأ التحت أرضي لهتلر(اسمه الحقيقي "شيكل غروبر")، الذي انتحر فيه مع عشيقته "إيفا بروان"، فكانت نهايته وانهيار الرايخ الثالث، فلم يكن في حسبان الفوهرر أن مواجهته السماء والتعاليم الرحيمة للمولى العظيم ستؤدي به إلى "غي هنوم" أبدية. يبدو، أن التاريخ يُعيد نفسه في مختلف رياح الكرة الأرضية بتكرار الصور الحزينة. لهذا، من المطلوب في أيامنا تصنيع تُرس عالمي يَحمي الشعوب من الاحتلالات والاعتداءات، إنقاذًا لأرواح الناس في كل مكان، بدلًا عن ابتلاع العَتمة البَرَانيَّة الأبدية للبشرية والمبادئ السامية.
خلال عام كامل على النصر الكبير الذي اجترحه أبطال جيش فخامة الرئيس إلهام علييف، الزعيم الأسد حقًا، وبرؤاه وتوجيهاته الراجِحة، والرزِينة، والرَشِيدة، والرَصِينة والصائِبة، زُلزلت الأرض تحت أقدام المُحتلين الذين جُلُّهُم وَلَّى الأَدْبَار وَلَمْ يُعَقِبْ تاركًا على أرض المعركة أسلحتهم ومنازل الأذريين التي استوطونها بالقوة فقد تابعنا ذلك أيامها على شاشات المُباصرة التي عرضت لبعضهم مصابين بـِ"البارانويا". وبهذا، تم اجترح مُعجزة النصر بحكمةِ هذا القائد العسكري والسياسي المقتدر، الذي أدار رؤوس شعوب الدنيا صوب باكو المُنَارَة التي كانت الأولى باكتشاف النفط وتزويد العَالم به لتقوم بفضلها الصناعات الضخمة والاحتكارات الصناعية الكثيرة.
في التاريخ كانت وما تزال "أرض النار" كما تُسمَّى أذربيجان تاريخيًا، الحِصن الحَصين لأهلها، وها هي اليوم تَشمخ بكل عنفوان المُنتصر لجني المزيدِ من الغلبة الإنسانية على الصُعد الإقليمية والقارية وفي شمولية الدنيا، للتعريف بحقيقتها وحقوقها القانونية، وإحياءً للذكرى العَطرة لشهداء الواجب والحق والوعد الذي قطعه الرئيس إلهام علييف لشعبه ولأقارب الشهداء الذين تضرّجت أجسادهم بدمائهم الزكية.
الشهداء منذ الحرب الوطنية العظمى (1941-1945) وللآن، لم يرحلوا عن أوطانهم، ولم يتركوا على قارعة الطريق أيَّا مِن شعوبهم وأحرار المَسكونة المنتصِرين للحقِ والعدالة، فهم إذ يمكُثون في بطن الأرض متدثرين بالتراب المقدس يُشكِّلون أساسات ساندة لأوطانهم ولأذربيجان، لمزيدٍ من التمَاسُك والتعاضد والتلاحم، ورفع راية السلام والأمان لعَمَائرهم وبلدانهم وكوكبنا، لينعَم الجميع بحلاوة الظَفَر بالاستقلال.
فبهؤلاء الشهداء الأطهار تتَميّز الأوطان وأذربيجان المَتِينة والمُتَرابِطة والمُتَمَاسِكة، وستبقى كذلك في قسماتهِا وجواهرها إلى منقضى الزمان وإلى دينونة العرش الأبيض العظيم لجميعنا.
( كاتِبة روسيَّة/أُردنيَّة عُضو في "اللوبي الدولي العربأذري" ومتخصِصَة بشؤون القوقاز.)