مصانع طحن الاسمنت..مشاريع العصر
د/ حسين الملعسي
■ صناعة الإسمنت هي عملية تحويل المواد الخام مثل الحجر الجيري والطين إلى مادة بناء قوية تستخدم في تشي...
- بقلم: عبد الحميد الكبي: كاتب يمني شاب، ومُحَرِّر "قسم أذربيجان بعيون تنموية" في "صحيفة التنمية اليوم" في اليمن.
- تدقيق وتحرير الأكاديمي مروان سوداح (الأردن)، مؤسس ورئيس اللوبي الدولي "العربأذري" لنُصرة أذربيجان وقضاياها العادلة.
"نظامي الكنجوي" - مصدر الإلهام، وصاحب فلسفة تقوم على السلام، والتفاهم، واحترام التنوّع، وتبادل الخبرات، ويَحمل ويُعلي المبادئ الداعية إلى الحوار والتعاون الإنساني، والتي تَعتَبر التعدِّدية عَلامة من علامات الحريَّة الإنسانية، ويُعدُ من أفضل الأمثلة على الاهتمام بإبراز قِيم التسامح والتفاهم، وله بصمته الأبرز في التاريخ والثقافة العالميَّة، ويَذكر عارفو قيمته بأنه لم يكن من شعراء البلاطرفحسب، بل كان كذلك "شاعر الشعب"، وعاش في قلوب الناس، ومدَّ جسوراً قويَّة بين الأزمنة والأمكنة، وأشعاره وتآليفه تخطت الحدود الجغرافية والزمانيَّة، ووصلت للتقاليد العربية ورسخت في نجيعها ويوميات العرب، وله اهتمامه الكبير بالعلوم والرياضيَّات والفلك وغيرها من المجالات.
أصبح إبداع الشاعر الكبير الأذربيجاني الانتماء والروح نظامي الكنجوي أمميًا، وبذلك غدا ظاهرة فريدة ومُتَّقِدة في الفكر الإنساني الفني والثقافي، واندمجت إبداعاته مع ثقافة الشعب الأذربيجاني وفيها ورسخت إلى اليوم.
لشاعرنا الكبير أعمالٌ ثقافيَّة قيِّمة، تشغل مكانة عاليَة في الآداب العالمية بقسماتها الأذرية، حيث وُلِد الشاعر الكبير في مدينة كنجة الأذربيجانية، في عام 1441م، أي في القرن الثاني عشر الميلادي، حيث عاش قرنًا طافحًا بالإنجازات الثقافيَّة والفنيَّة، وتعلَّم العديد من اللغات منذ طفولته المُبكِرة، منها اللغة العربية، والعلوم المتوافرة في زمانه، حيث كانت مدينة "كنجة" في تلك الفترة تعيش العصر الحضاري المتألق ضمن فصول الحضارة عمومًا، وتُشكِّل امتدادًا لحضارة أذربيجان الشقيقة وشعبها العريق، فكانت "كنجة" واحدة من مَعَالم الحضارة، ليس فقط في أذربيجان ومنطقة القوقاز عمومًا، بل وفي الشرقين الأدنى والأوسط، فأذربيجان تبرز واحدة من أهم المراكز الحضارية الشرقية والإسلاميَّة، وظلت مكانًا تتجمع وتجتمع فيها الديانات والثقافات المختلفة والمتعددة.
عاش نظامي الكنجوي حياةً طويلة ثرية وفريدة ممتلئة بالفكر النيِّر والإبداع والثقافة والأدب والشِّعر، وقد ساهم ذلك في إثراء الآداب العالمية عمومًا، إذ يشغل الشاعر نظامي الكنجوي مكانة الأُستاذ العَلاَّمَة في الشِّعر الأذربيجاني، ويُحظى تراث الكنجوي الكبير بتقدير هو الأوسع في أذربيجان وخارجها، وله بصمات لاتُنسى، ذلك أنه عاش، وما زال يعيش في قلوب الناس، ويَمد الجسور القوية بين مختلف الأزمنة، وإلى يومنا هذا.
ومن أشهر مؤلفات نظامي الكنجوي - (پنج غنج)، التي تعني "الكنوز الخمسة"، وكلها أنتاجات فنيَّة متفرِّدة، لذلك خُصَّصَ لها إهتمام حكومي أذربيجاني وعالمي لتبجيل مكانه الشاعر الكبير نظامي الكنجوي. ولهذا أيضًا، تم تأسيس "مركز نظامي الكنجوي الدولي"، الذي يُعتبر من أهم المراكز الثقافيَّة في أذربيجان والكرة الأرضيَّة.
ومع احتفالات الشعب الأذربيجاني الشقيق بذكرى الشاعر نظامي الكنجوي، وتخصيص الرئيس إلهام علييف مرسوماً للاحتفاء بذِكراه والتي نشارك نحن العرب فيها، لِنَسِير مع أذربيجان جنبًا إلى جنب في مساراتها، كونها الجوهرة الكونيَّة التي أضاءة اسم الكنجوي ليبقى النجم المتألق في باكو وعلى مساحة الدنيا، وراسخًا في كَبد السماء وفي قلوب وعقول أبناء أذربيجان البَرَرَة.