لماذا توقفت حملات تشويه تجار الخردة؟!
ماجد الداعري
■ بعد صدور حكم قضائي نافذ لصالح تجار الخردة، قضى بحفظ حقوقهم وحصولهم على 75% من قيمة الطن الخردة عال...
استخدم بنك صنعاء المركزي، سياسه نقدية ( إنكماشية ),اشد مما ينبغي. من خلال :--
1-- تجريم تداول ( الطبعة الجديده )، من الريال، في مناطق حكم الحوثي. وحصر التداول النقدي فيها على ( الطبعه القديمة ). الامر الذي حصر حجم الاوراق النقدية المتداولة في ( 1.425 ترليون ريال ). تتناقص يوما بعد آخر نتيجة لتأثير عوامل الاستخدام من اهتلاك و تمزق و ضياع.
2-- التوقف عن دفع مستحقات استثمارات بنوك صنعاء، و موسسات التامين والضمان الاجتماعي، في ( اذون الخزانه، والسندات الحكومية، وشهادات الايداع، والصكوك الاسلامية ).
3-- التوقف عن احتساب الفوائد و الارباح على استثمارات البنوك ومؤسسات التامين. وتحويل اصل تلك الاستثمارات الى حسابات جارية غير قابله لتسييل.
4-- تجميد الاحتياطي الالزامي للبنوك، لدى البنك المركزي صنعاء. وايقاف تزويد البنوك التجارية و الاسلامية بحاجتها من ( السيوله النقدية ) من ( الطبعة القديمة ), التي فرض تداولها في مناطق حكم الحوثي.
5-- التوقف عن تمويل عجز الميزانية الخاصة ( بحكومة الحوثي ).
وباستخدام الوسائل الامنية والادارية الارهابية، تم طرد
( الطبعة الجديدة ) من الريال. وتنفيذ بقية الاجراءات النقدية القاسية جدا، -- المشار اليها اعلاه--. وبذلك تمكن بنك صنعاء المركزي، من تخفيض ( العرض النقدي ) المتداول، في مناطق حكم الحوثي، من ( 3,635 ترليون ريال )، في منتصف عام 2016م. وتثبيته عند ( 1.425 ترليون ريال يمني ) حتى الآن. الامر الذي ادى الى ( تقليص قسري )، في ( العرض النقدي ) يقل عن ( الطلب عليه ). مما اوجد ( استقرار وهمي ). لا بل وارتفاع في سعر صرف ريال ( الطبعة القديمه ) من حوالي( 600 ريال/ دولار ) الى حوالي ( 550 ريال/ دولار ). --- و كلما تناقصت كمية ( العرض النقدي ) بالاهتلاك والتمزق والضياع، وغيرها. سوف يتناقص سعر صرف الدولار ---.
لكن هذه الاجراءات ( الانكماشية )، شديدة القساوة، ادت الى خلق حالة ( ركود اقتصادي) في مناطق حكم ( الحوثي ) اشد بكثير، مما هو علية الوضع في مناطق حكم الشرعية. ومن اهم مظاهر ذلك ( الركود الاقتصادي الشديد). المآسي التاليه :--
1-- توقف حكومة الحوثي عن دفع مرتبات معظم موظفي الخدمة العامه للسنه الخامسه على التوالي. مما ادى الى تحول معظم المتوقفة رواتبهم، الى العمل بنظام هو ( الاسوء في التاريخ )، حتى انه اسوء من ( نظام عمل العبيد ) في المجتمعات الاقطاعية القديمة. حيث يعمل الموظف لصالح
( حكومة الحوثي )، بدون اجر و بدون حتى ( سخرة العبد) المتمثلة في إطعامه واسرته. ويتحمل الموظف هذا ( الظلم )، خوفا من فقدانه لوظيفته واستبداله بآخرين، متوفرين ومستعدين للتضحية بالعمل المجاني لسنوات. في سبيل الحصول على التوظيف في النهاية.
2-- منع ( حكومة الشرعية ) من دفع المرتبات لبعض القطاعات المهمة مثل ( القضاء، والجامعات ), وغيرها في مناطق حكم الحوثي. وذلك بعد تجريمه التعامل ( بالطبعة الجديدة ). وكان من الافضل والاكثر منطقيه هو ان يعتبر ( الطبعة الجديدة )، وكانها عمله اجنبية. ويتعامل معها بنفس تعامله مع عملات دول ( العدوان ).
3-- توقف كامل عن تزويد السكان بالتيار الكهربائي من الشبكة الحكومية. وشراء الكيلو واط/ ساعة من الكهرباء باكثر من
( 33 ضعف). و بأكثر من سعره العالمي.
4-- توقف كامل عن تزويد السكان بالمياه من الشبكة الحكومية. ثم رفع قيمة ( المتر المكعب ) من المياه الى اكثر من الضعف.
5-- تضاعف الجباية للجمارك والضرائب والرسوم الحكومية. وزيادة الالتزامات الخاصه ( بالزكاه ), و ( الخمس )، و زيادة التبرعات ( للمجهود الحربي )، و ( للاحتفالات الدينية) وغيرها.
6- شحة شديدة في ( السيولة النقدية ), لدى البنوك وشركات التامين، اوصلت معظمها الى، التوقف عن ممارسة نشاطها، و الافلاس غير معلن.
7-- شحة شديدة في ( السيولة النقدية )، لدى السكان في مناطق حكم الحوثي، ادت الى عرقلة عملية الانتاج في معظم المجالات.
8-- انخفاض اكبر في حركة النشاط التجاري. مقارنة بمناطق حكم الشرعية.
9-- هروب اكبر لراس المال، مقارنة بمناطق حكم الشرعية.
10-- توقف الانتاج في كثير من شركات القطاع الخاص و الموسسات الحكومية، وانخفاض الانتاج في ما تبقى يعمل منها.
11-- انخفاض اكبر لفرص العمل. مقارنة بمناطق حكم الشرعية.
12-- تفاقم اشد لحالة الفقر و البطاله، مقارنة بمناطق حكم الشرعية.
على الرغم من ( الاخطاء الفادحة، والفشل المريع، والفساد المخزي )**، الذي مارسته الادارات السابقة للبنك المركزي في عدن، الا ان ( اسهال عدن )، -- من وجهة نظرنا -- يظل افضل و بكثير من ( يبوسة صنعاء ). وذلك للاسباب التالية :-
1-- لان ( الدين الداخلي العام ) في ظل ( الاسهال النقدي )، يضمحل تدريجيا، فتتقلص قيمته الفعلية، ويتم حل مشكلته تدريجيا. بينما تزيد ( اليبوسه النقدية )، من تعقيد مشكلة
( الدين الداخلي العام )، وتزيد من قيمته، فتزداد المشكلة تعقيدا.
2-- في ظل ( الاسهال النقدي ) يؤدي ( الاكراه الاقتصادي ), للمجتمع، الى دفع افرادة للبحث عن عمل اضافي يمكن إيجاده. بينما تودي ( اليبوسة النقدية ) الى انعدام وجود العمل. مما
( يغلق السبل ) امام المجتمع فيدفعه ذلك اما الى الهجره، او الى ( الثورة ).
3-- صحيح ان ( الاسهال النقدي ) يحل المشكلة الاقتصادية، من خلال ( تكافل غير عادل ). لكن ( اليبوسة النقدية )، تؤدي الى تفاقم تاثير المشكلة الاقتصادية -- بزيادة الدين العام --, فيصبح حلها في المستقبل اكثر قساوة والما على المجتمع. الامر الذي يدفع -- عند انتهاء الصبر --، الى عدم الاستقرار السياسي. و الفوضى و الحروب.
فاذا لم يتم حل مشكلة ( الدين الداخلي العام )، في زمن الحرب والمجتمع ( مشتد )، و ( متكاتف ) مع السلطة -- لوجود عدو خارجي --، وفي حالة ( حماس ) و استعداد ( للصبر ), وتحمل ( الظروف الصعبه )، فان تخفيض ( الدين العام )، واصلاح الاقتصاد، بعد انتهاء الحرب يصبح عملية خطيرة للغاية، تحتاج الى( وقت اطول )، و ( صبر اكبر ) والى ( سياسات اكثر ابداعا و حداثه )، هي غير متوفره -- اصلا -- لدى النخبة الحاكمة في اليمن. لذلك تكون العودة الى الحرب الاهلية, اتجاه اجباري.
في الاخير : فان المعيار الاسهل لاثبات افضل ( الاسهال النقدي ) في عدن. مقارنة ( باليبوسة النقدية ) في صنعاء، هو اتجاه انتقال ( راس المال والعمل ). فمن يهرب منه العمل وراس المال هو الاسوء، وهو الخاسر، وهو الفاشل. والعكس صحيح.
ان رفع شعار ( العدوان ) لا يبرر التغطية على فشل ( السياسات النقدية ) لبنك صنعاء المركزي، الذي ساهم ب( سياساته الانكماشية ) في تفاقم المشكلات الاقتصادية. و باصراره عليها يسير بالمجتمع في مناطق حكم ( الحوثي ) -- بخطى حثيثة -- نحو ( اكبر مجاعة ) في التاريخ.( اللهم اني بلغت. اللهم فاشهد ).
** سيتم توضيح ذلك في مقال اخر.
د. محمد حسين حلبوب
استاذ المالية والاستثمار المساعد جامعه عدن.
رئيس مجلس ادارة البنك الاهلي اليمني