لماذا توقفت حملات تشويه تجار الخردة؟!
ماجد الداعري
■ بعد صدور حكم قضائي نافذ لصالح تجار الخردة، قضى بحفظ حقوقهم وحصولهم على 75% من قيمة الطن الخردة عال...
تحاول جميع دول العالم أن تضع كل المواصفات والمعايير التي تضمن صحة وسلامة الناس والبيئة التي يعيشون فيها، وليس أدل على ذلك مما نشاهده في دول إسكندنافيا التي تضع قوانين صارمة لحماية مواطنيها. قرأت في مكان ما أن الخبز الأبيض ممنوع التداول في هذه المنطقة وأنه يعتبر من المخاطر التي لا يمكن أن تتنازل عنها الجهات التي تحاول حماية مواطنيها من المرض، والدولة من التكاليف المتضاعفة المتعلقة بالتعامل مع الحالات المرضية تلك.
الحرص على سلامة المواطن يأتي بعده المردود الأهم في الصحوة العامة، التي تجعل التركيز في الخدمات الصحية على حالات ليست ناتجة عن إهمال وضع التعليمات والقواعد المنظمة للحياة الاجتماعية، ولهذا فإن نسب الأمراض المنتشرة في العالم الثالث مثل السكري والضغط وغيرها أقل انتشارا في هذه الدول. هذا من ناحية ومن نواح أخرى نجد الناس أكثر وعيا حتى في اختيارهم العبوات التي يستخدمونها في حمل المواد التي يشترون. ونعود للحال التي كانت منتشرة في الماضي قبل سيطرة البلاستيك حيث كانت لكل أسرة سلة من القش تحمل فيها موادها الغذائية التي تتداولها أو تشتريها من المحال.
قرار هيئة المواصفات والجودة الذي يعمل على متابعة المواد ذات الاستهلاك العالي، ومحاولة السيطرة على انتشارها وحماية المواطن من مخاطرها مهم جدا، التعامل مع المواد الأكثر انتشارا أساس في المرحلة الأولى وذلك لتحقيق أكبر كم ممكن من التعريف بالمخاطر وتقديم التوصيات التي تحمي المستهلك من خلال توعيته بالأخطاء التي يرتكبها وهو يستهلك مواد معينة يمكن أن يستبدلها بمواد أكثر سلامة وحماية وصحة.
مهم جدا أن يكون المجهود مشتركا بين البلديات والتجارة وممثلي الهيئة حيث نحافظ على الأسعار المنطقية للمواد التي توصي الهيئة بالتحول إليها، ومثل ذلك محاولة الجهات أن توجه الدعم المادي للمواد الصحية وفرض الغرامات على المواد الخطرة ليسهم ذلك في أمرين مهمين: الأول هو الدفع بالمواطن نحو المواد الأكثر سلامة وصحة، والثاني هو تقليل التعامل مع المواد الخطرة، ويمكن حينها الاستفادة مما تم تحصيله في جزئية مهمة تتعلق بالتوعية الصحية ليتحول المواطن إلى حاكم لاحتياجه ومدير لمتطلباته بعيدا عن وصاية الآخرين.