مصانع طحن الاسمنت..مشاريع العصر
د/ حسين الملعسي
■ صناعة الإسمنت هي عملية تحويل المواد الخام مثل الحجر الجيري والطين إلى مادة بناء قوية تستخدم في تشي...
هناك... فوق ربوة الجبل ،قرية صغيرة
هناك
انظر اليهم ...
يجتمعون محيطين به
يهتفون ،
دع الطفل ، تعال..
أخر يبشره : لا تحمل هما ، سأتكفل بطاعمك واسرتك ... على الحاصل ...
هناك فوق تلك الربوة
يحمل طفله ،
رباعي السنين ،
ينظر له ، بحنان ، رغم ان دموعه تنهمر مثله ،
هو ينظر له ، يحتضنه بشدة ، ونهر من الدمع يغطي وجهه ،
ينهمر الى صدره ، الى وجه الصغير الباكي ، ينظر ، تتحرك رجليه الى الحافة ،
الى الهاوية ،
ينظر ويطلق كلماته العابرة من نحيب ألم ، لا مثيل له ، الم مكتوم :
سأخبرك رغم المرارة التي في جوفي ، آاااااه بني ، لا اراك باكيا ، لا اراك جائعا ، لا اراك متسولا ،لا اراك مقتولا ، آه بني ، سنذهب حيث لا نجوع ، لا نخاف ، لا نعرى ، لن تراهم ، سيذهبون للجحيم ، وسأرافقك هناك ، حيث لا ألم .....
يتصاعد الصياح : دعه ، اتق الله ، اتق الله ، دعه !!
صوت آخر : ولا تقتلوا اولادكم من ...
لم يكملها، قاطعه النحيب : كفى ...
لم يكمله هو أيضا .... فقد هوى ...
جسمه يهوي الى الأسفل ... سريعا ...
روحه تصعد للأعلى سريعا ...
هو ما زال يحتضن طفله الصغير ،
عيونه للأعلى ناظرة .. تصلبت ، جفت الدموع منها ...
يتذكر (مقلتيه .... )
ومقلتيه تقول بصمت ...
فرصة جديدة ،
مجرد انتحار ،
رسالة فريدة مرسلة ..
ربما لم تصل بعد الى ( سيد ، ورئيس ، وملك ) !
تجمعوا حولها ،
ينتظرون لقيماتهم المعتادة ، انتظروا طويلا ، هزوا جسدها البارد ،
احتضنوها ،
توزعوا بين رأسها ، صدرها ، وارجلها ...
كانت جامدة كالصخر... باردة كالثلج ....
كانت تطعمهم ما وجدت لذلك سبيلا ، تبتسم اليهم ، وجوفها يحترق من الجوع ،
في تلك البقايا التي يسكنونها من ذلك البيت ، المنهار من القصف ،
يقتلها الجوع ، والخوف من الحرب ،
لم تتوقف آلة القتل ، لا تعلم هي لماذا ؟ ،
لم تكن تهتم قبل ذلك الا ان تعيش (حياة كريمة!) ،
كانت حلما ، او ربما كابوسا ما ، ربما ، لكنه من سنوات عدة ، نسيت أي ذكرى عن (حياة كريمة! ) ، فقط تذكرت انها تريد ان تتوقف تلك الحرب ، او ان (تقوم القيامة ) ، علها ترتاح ، لم تعد تريد حياة كريمة ، بل ان تعود لما كانت عليه قبل سنوات سبعة .
خدعوها شباب الثورة ، حين صرخوا (الشعب يريد اسقاط النظام ) ،
نامت بعد تلك الذكرى ، في سواد الليل ،
نامت ، تتأوه ،
نامت ......
هامهم حولها ... يهزونها بحنان، ينادون بصوت متعب :
اماه ...
اماه ...
لا يعلمون بموتها ...وهي لم تخبرهم
ظلوا حولها ،،،،
فقط هناك امل ... والحرب مستمرة !
كل عام وانتم في أمن ، وسلام ، ودولة
#هم_مواطن
#اصلح_الله_بالكم
محبتي الدائمة
احمد مبارك بشير
10/9/2018