مصانع طحن الاسمنت..مشاريع العصر
د/ حسين الملعسي
■ صناعة الإسمنت هي عملية تحويل المواد الخام مثل الحجر الجيري والطين إلى مادة بناء قوية تستخدم في تشي...
مرحبا بألم
مرحبا بأمل
مضت مدة لا بأس بها من الصمت ، وربما ما كنت اود ان تنتهي ، الا ان ذكرى مارس 26 ، جعلتني انظر فيها وهي تحتفل أي حرب اليمن بعامها الخامس ، وكما يبدو انها ستمضي حتى تلتحق بالصف الأول عند بلوغها العام السابع ، عندها ربما تتوقف. فعليا لم تكن الحرب بدأت في 26 مارس ، انما بدأت عند القبول بالمبادرة الخليجية ، عندما تحركت الايدي ذاتها في دعم طرف للقضاء على طرف آخر ، الا ان هذا الطرف كان لديه رؤية أخرى في قبول ذلك الدعم ، كان يرى امامه الحكم الذي سيسلم له على طبق من ذهب . السؤال الذي يراود الجميع عن هذه الحرب ، هل فعلا تحقق أي شيء لاي طرف؟ . هذا عدا ان هناك أشياء أخرى حدثت اشعر انها ممر للبدء من جديد في محاورات مع الربيع العربي ، ربما يكون قريبا وليس ضمن هذا الحديث ...
دعوني اسعى معكم للبحث عن بعض الإجابات ، دعونا نفكر معا ،
هل حقق التحالف أهدافه ؟
ما هي اهداف التحالف ؟
فعليا نحن لا نملك الإجابة ، لأننا لو اخذنا بما اعلنه التحالف فعليا فهو قد فشل فشلا ذريعا جدا ، الا ان هذا التصور لن يكون مقبولا في ظل ان قيادة التحالف اعني المملكة تنفق اكثر من 72 مليار $ تقريبا في السنة على هذه الحرب ، من غير المنطقي في ظني انها تنفق لأجل ( عيني الشرعية) او لأجلك يا شعب اليمن ، فهناك مصالح كبيرة رسم لها التحالف طريقه كما يبدو ، دعوني اضع بعض النقاط ليست إجابة وانما في البحث عن إجابة :
- دول لا تؤمن بالديمقراطية ولا بمدنية الدولة كيف تأتي لتدعم دولة مدنية في اليمن. لو كان ذلك لكان من الأساس ان تكون البداية ليس من مشاركة أطراف الأحزاب في اليمن قسيمتهم في المبادرة الخليجية، والتي صارت وثيقة مباشرة للتدخل في اليمن عدا وضع اليمن تحت البند السابع، ربما نقول ان السبب هم ذاتهم النخبة السياسية التي وجدت فرصة للتخمة والاستحواذ، وهي فعليا نخبة نخرة.
- أيعقل ان كل تلك القوة العسكرية تعجز فعليا عن كسر شوكة مجموعة مسلحة، هي من دعمها ذات يوم ، لماذا تقوم اذن بتشكيل مجموعات مسلحة جديدة خارج اطار الحكومة الشرعية ، لماذا لم تتمكن من تطبيع الحياة المدنية في المدن المسماة محررة ، هل تعجز ان تخصص جزء من ميزانية الحرب للعمل على دعم الشرعية في تلك المناطق ، ام ان هناك مشكلة أخرى .... يبدو ذلك واضحا فعلا ، لا يرغب التحالف ابدا في تحقيق أي انتصار للشرعية ، فهو يشكل جماعات مسلحة ولا يهم من أي جهة تنتمي المهم الا تكون تتبع الشرعية ، انه يرى ان الشرعية يسيطر عليها اخوان اليمن (الإصلاح) ، الاشكال الذي يواجه التحالف هنا ان اخوان اليمن ليسوا مثيلا لإخوان مصر والسبب ان اخوان اليمن متجذرون في الوظائف المدنية و العسكرية ، عمليا لكي تتخلص منهم لابد من تدمير بنية مؤسسات الدولة ، وفي ذات الوقت يعي الطرف الاخواني ذلك ويبدو انهم يعيشون مرحلة (عض الأصابع) الا ان لا احد منهم يعنيه ما يعانيه الناس ... ويبدو ان الرئيس هادي يستفيد من هذا الوضع ، حيث سيظل في مركز الشرعية ، و الكل سيستفيد فال(الهبرة كبيرة ) ... وحتى يعي من يعي فأبشركم باستراتيجية اللا استراتيجية .
- يبدو ان المستفيد من اللا استراتيجية للتحالف هم الأنصار ، يبدو ان سيناريو سوريا والعراق يستمر ، كلما زاد (تشتت اهداف الطرف القوي ) زادت قوة الطرف الضعيف ، ليس لإمكاناته، بل استغلاله للفرص، لابد انه يعي تماما انه غير مقبول مجتمعيا ، الا انه يستفيد من أخطاء التحالف ويسقطها لصالحه ، مما يدفع المجتمع للقبول به لأنه اخف الاضرار، هو يتجذر في المقابل في الحكم ، وعمليا أوصل رسالته للعالم انه جزء من الحل وليس المشكلة . ليس لان العالم يعشق الحوثي وانما لان العالم يتعامل مع المصالح المتاحة والقابلة للتنفيذ. فالعالم يرى حكومة شرعية بهيكل متضخم ، لا تدير ولكن تدار ، ليس لها أي نفوذ سوى لان التحالف يضع لها هذا النفوذ ، ومتى شاء حرك لها أوراقه ليعلمها ان ليس لها من الامر شيء .
- ربما هناك نقطة أخرى ، فالحرب ان انتهت في اطار تنفيذ المملكة رؤيتها 2030 يعني ذلك فرار عدد كبير من المعارضين وسيجدون حضنهم اليمن ، وبالتالي قد تكون مشكلة أخرى لا ترغب المملكة في وجودها ، ربما !
ألا يوجد نظرة أمل ؟
لا يمكنني ان أقول لا ، وفي ذات الوقت ليس بيدي ان أقول نعم ، حيث و الامر يتعلق بالنخبة وليس الناس ، الذين للأسف الشديد ليسوا في مقام تطلعات واحلام الناس ، النخبة التي اما سلمت او (طبلت) ، او بائعة وهم للبسطاء ،
الناس سيتبعون أي حل يخرجهم من الهم الذي هم فيه ،
انهم يحركونهم بالوهم ،
عن دولة تعاد ، وامجاد الماضي التي ستؤسس ،
انه العجز الذي يجعلنا نبحث عن وهم التغيير ، وصناعة المجد من زعماء الماضي حتى والقريب منها ...
يبكون على الاطلال ... وهذه عادة المكتئب الهرم ...
ليس للماضي ان يعاد ، لان الطبيعة هي التطور والتقدم ، والماضي انما كتاب من المعرفة الذي يسهم في دعمنا بالدروس المستفادة ،
ليس هناك دولة ستعود ، وانما دولة او دويلات ستؤسس . اليمن اذا انفصل سيكون دولا ...
ما كسر لا يمكن ان يصلح وانما يعاد تصنيعه ...
باختصار :
نتقدم عندما نتحرك ،
ننظر للأمام ،
نعلم اين نمضي؟ ،
نعي ما نريد ؟،
نتوقف عن البكاء والنحيب عند الاطلال ،
عن التشبث بالوهم و الخرافة ،
نتوكل لا نتواكل.
ربما الأنصار فهموا شيئا من هذا فأطلقوا
(الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة – يد تحمي ويد تبني 2019-2030)
...
نرجو ان يكون الكلام المكتوب فعلا منفذا، نرجو ان يصل صوتي الى قيادتهم إن كان ما تسعون اليه فعلا هو مضي نحو دولة مدنية فتذكروا ان صوتكم كان في مؤتمر الحوار على : "ليس للدولة دين" فادعموها ، ولا تفرضوا على الناس توجهاتهم ، فدين الدولة الدستور والقانون ، فليطبق على الجميع .
أمر آخر قبل ان انهي مقالي معكم :
اليوم تكتظ اربع مدن يمنية بالسكان مع النزوح من مناطق الاقتتال، في ذات الوقت ، زادت كمية السلاح في ايدي شباب لم يتجاوز بعضهم العشرين ، انتشار الفقر ، الجهل ، المخدرات، هذا اسهم في نشوء ظواهر في قمة الخطورة ، للأسف الامن غائب عنها او (...)
الاختطاف ، بغرض الابتزاز ، الاغتصاب ، السرقة ، الانتقام ،
ضحاياه أطفال ، وفتيات ،
لم تعد تأمن ان تذهب في بعض المناطق وتمر في بعض الأماكن ،
الخوف ان يتفاقم الوضع الى الأسوأ ،
والشكوى لله ،
احد الاسر التي تعرضت لحادث أليم في طفلتهم التي لم تجتز العاشرة وهي عائدة من المدرسة، حيث اغتصبت وعنفت ثم رميت عند باب منزل تلك الاسرة، صرخت الام وهي تتنهد بكاء (ليتهم قتلوها ولم يدمروها، ليتهم قتلوها ......)
في الختام،
ربما جاء مارس 26 و ترامب كعادته يقدم كل ما يمكنه لدعم نتنياهو، وكثيرا ما نسأل لماذا نهتم هل سيغير هذا شيئا ؟ ،
هل أصلا إسرائيل اغتصبت الجولان فقط ؟
اعتقد ليست القضية فقط قضية الجولان ، الا ان السؤال كيف تتحرك سياسة ترامب في العالم الكبير الذي يعارضه ، ربما اجد الإجابة في القصة التالية :
( بعد العشاء قال الاب : ما رأيكم في الغد نذهب الى الحديقة وبعدها الى المول ؟
نظرت الام اليه : الم اخبرك اننا سنذهب الى بيت اخوالهم ؟
الاب : يمكن ان نجعله في اليوم التالي ؟
الأبناء : نقترع !
الاب : من مع الحديقة ومن مع بيت الاخوال ؟
صوت الأغلبية عدا الام لصالح الحديقة .
في الصباح ، الأبناء يتقافزون فرحا للذهاب للحديقة ، استعد الاب ، والام
نظر الاب لأبنائه : هيا بنا الى بيت الاخوال !!!! )
#اصلح_الله_بالكم
محبتي الدائمة
احمد مبارك بشير
26/3/2019