نستهل مقالنا هذا بقوله سبحانه تعالى:-
﴿إِنّا عَرَضنَا الأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالأَرضِ وَالجِبالِ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها وَأَشفَقنَ مِنها وَحَمَلَهَا الإِنسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلومًا جَهولًا﴾
[الأحزاب: 72]
كأننا نتكلم مع جدران وليس بشر مثلنا لهم قلوب وسمع وبصرا ومشاعر وأحاسيس مثلنا وأسرة وزجة وأطفال يحتاجون لكل شيئا من طعام وأكل وملبس وصحة وعلاج وتعليم وتربية ورعايه والتزامات كثيرة كأننا نتكلم مع جدران وليس مسؤولين تحملوا الأمانة والزموا أنفسهم الحجة بتحملهم للمسؤولية التي تبراءت منها الجبال والسماء والأرض، الناس تصرخ بالصوت العالي بعد أن بلغ بها الضيق القلوب والحناجر وفاض بهم الكيل وبلغ السيل الزباء الكل يصرخ النساء والرجال والشيوخ والشباب والأطفال العامل البسيط والموظف العام والجندي والكاتب والمثقف والفنان كل فئات المجتمع تصرخ وكأننا نتكلم مع جدران ماذا بعد أن يخرج المواطن معرض نفسه للخطر وهو يصرخ من حالة الفقر والجوع والعوز التي وصلوا إليها وجعلتهم يخرجون الميادين والساحات العامة ويجوبون الشوارع معبرين عن ما آلت ووصلت إليه أحوالهم المعيشية من عدم دفع رواتبهم الشهرية على مدى أشهر عدة في ظل غلاء فاحش لكل متطلبات الحياة وارتفاع جنوني للمواد الغذائية والاستهلاكية والوقود والغاز المنزلي ناهيك عن إنقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تصل أكثر من ثمان ساعات في النهار ومثلها في الليل وعدم توفر المياه وعدم استقرار العملة وهبوط قيمة الريال أمام العملات الاجنبية ونتكلم معهم وكأننا نتكلم مع جدران.
قال تعالى:-
﴿أَم تَحسَبُ أَنَّ أَكثَرَهُم يَسمَعونَ أَو يَعقِلونَ إِن هُم إِلّا كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلُّ سَبيلًا﴾
[الفرقان: 44].
في الوقت الذي تخرج المليارات من ما يخص محافظة عدن إلى جهات عدة غير آبهين إلى ماآلت اليه الأوضاع المعيشية والاقتصادية والتردي في الخدمات الذي الحق الضرر بالمواطنين من أبناء عدن وضاعف من معاناتهم نحن هنا نتكلم عن حقوق كفلتها كل الشرائع والأعراف والقوانين دون التوغل في المواضيع السياسية والتجاذبات بين الأطراف المتصارعة التي لم تراعي أوضاع المواطنين التي كل يوم تزداد سوء والتي تندر بطوفان وانفجار بركان قادم لا محالة والذي لن يسلم منه أحد.
#المريسي.