لماذا توقفت حملات تشويه تجار الخردة؟!
ماجد الداعري
■ بعد صدور حكم قضائي نافذ لصالح تجار الخردة، قضى بحفظ حقوقهم وحصولهم على 75% من قيمة الطن الخردة عال...
أمس كنت مسافر في القطار من مدينة هنا لمدينة اخرى، واحب ذلك لان المقعد يكن مريح ولن تجد احد بجانبك والنافذة كبيرة مما تجعلك تنظر إلى مالانهاية وتطير في الافكار وفي تأمل قدرة المجتمعات، وبالذات المانيا، وكيف استطاعت تكن معجزة بمشاريع تم انجازها لاجيالهم القادمة. يبنون مشاريع تستمر لعقود طويلة دون ان تتدمر. ولذا تتراكم الثروة للاجيال القادمة هنا في الغرب اقلها كبنية تحتية اينما نظرنا، وكل جيل يوسع بذلك، ويترك اثر، بينما نحن لو اردنا ان نبني دولة ذات معالم تنمية نحتاج جهود جبارة ولعقود لإزالة العشوائية والعبث اولا ، وايجاد بيانات نرتكز عليها كمؤشرات ثانيا ، في بلد لم تعمل شيء صح للاجيال القادمة، لتبني عليه وتتوسع وتنافس، ولم تترك لهم الا الاحقاد والفشل يتوارثوه.
نعود الى كمية تراكم الثروة، التي بنوها لاجيالهم فقط في بند القطارات والمحطات هنا في المانيا، والتي هي موضوع الفكرة، وجزء من بنية تحتية عملاقة تعتبر كنز متراكم. اولا يعمل ما مجموعه حوالي 40 الف قطار يوميًا على شبكة السكك الحديثة التي يزيد طولها عن 33 الف كيلومتر بوجود عدد محطات ركاب اكثر من 5700 . العدد 40 الف عدد ليس سهل لاستيعابه. كل قطار هو عبارة عن ثروة متحركة، لو حسبنا القيمه فقط لقطار الي سي اي فهي بين 18 الى 33 مليون يورو، وعندهم 341 قطار من هذا النوع بمعنى انفقوا مابين 7 الى 12 مليار يورو لهذا النوع من القطارات، ولاتنسوا انني حسبت فقط 314 قطار من 40 الف قطار فكيف لو حسبنا قيمة 40 الف قطار، ولذا هذه نطلق عليها دولة لانها تركت ثروة كبنية اساسية لاحفادهم، ونحن لم نصلح موقف او فرزة باص، وحتى اشارات المرور، او سياج الشوارع، شكلهم ملعفزة تعكس تخطيط وجودة سيئة. والامر ليس هنا مقارنة وانما تخطيط شيء يظل المفروض لاجيال قادمة حتى تتراكم منجزات تذكر وحتى لانهدر الفرصة والمال والدعم والوقت وكل مرة نبدأ من تحت الصفر.
والان ننتقل الى محطات القطارات، وقد قلنا ان عددها يتجاوز 5700 محطة، رقم كبير، ولكن دولتهم وهم حرين بها، فكل محطة عبارة عن مبنى كبير به محلات وحركة تجارية، وفي المدن الكبيرة تشبه المحطات في تصميمها المطارات من كثرة الحركة، وطوابق القطارات والجسور، ولكم تخيل ان تكلفة تجديد وتوسيع محطة قطار واحدة فقط كلفت مليار و 200 مليون يورو، والان يطالبون الحكومة بتخصيص 78 مليار يورو لتجديد وتوسيع المحطات لتواكب التطور للاجيال القادمة، بمعنى ارقام فلكية انفقت وسوف تنفق لبناء المحطات وتوسيعها، ولذا كانت مشاريعهم لاجيال قادمة والكل يترك اثر، وهذه هي الدولة ونحن نتحدث عن مشاريع مضحكة ومبادرات مجتمعية لشق طرق بسيطة كان المفروض الدولة هي من تقود ذلك بشكل علمي وعملي، ففي وزارة يمنية 12 وكيل وزارة، بمعنى اكبر من اي وزارة المانية، ولم ينتجوا حتى شيء ولو طرحنا سؤال على حكومة الشرعية او صنعاء، او 43 حكومة سابقة من بعد الثورة، ماذا تركتم للاجيال القادمة، سوف لن نجد الا مشاريع عادية لانحتاج لمتعلم لتنفيذها، وحروب وصراع من اجل السلطة وهدرة مجالس وقات.
والان ننظر لخطوط القطارات الحديدية او الشبكة، والتي تتجاوز 33 الف كم ونسأل انفسنا كم كلف كل كم، وسوف تنذهلون ان كل كيلومتر كلف مابين مليون يورو و 2 مليون يورو بحساب اليوم، بمعنى قيمة السكك الحديدية كثروة بين 33 الى 50 مليار يورو، وفروها للاجيال القادمة وبنوه بحيث تصمد قرن من الزمان، ونحن طرق تتخرب بموسم الامطار ولاتصمد الا سنة او سنتين، وكل الطرق اختاروا فيها طرق الحمير، ووسعوها فقط. اما كمية استهلاك الطاقة الكهربائية السنوي للقطارات فقط تجاوزات استهلاك الطاقة في مدينة غربية بها 2 مليون شخص، وهذه الطاقة للقطارات اكبر من الطاقة التي تحتاج اليمن كلها، وهنا اتذكر مشروع القطارات للنظام السابق وناس وقتها كانت تقنعني وتقول سوف ننتجها من الطاقة النووية وانني شخص غير متفائل لاني اقلل من انجازاتنا العملاقة التي سوف تظهر.
احدكم سوف يقول انت تحدثت عن جزء من المواصلات العامة، ولم تقول لنا كم عدد الباصات العامة للمواصلات، والاجابة معهم 75 الف 500 باص بجانب ماذكرت من قطارات والسنة هذه بيزيدوها 5 الف باص فوق ذلك، ونحن في النقل البري كان معنا 15 او 20 باص فرنسية تخربين بعدها بكم سنة وكلما يتخرب باص نستخدمه قطع غيار للباقين وهكذا الى ان نفقوا كل الباصات ، وتم عقد صفقة على باصات ايرانية، اتضح انها غير صالحة لطرق الجبلية اليمنية ولم تصمد الا اقل من سنتين، وفشلنا حتى في ادارة كم باص كمواصلات عامة بين المدن وظل الاعلام يسوق لنا التطور الحاصل فكيف كان لو معنا 50 باص ونجحنا مثل بقية الخلق.
طيب اين نجد انجازات الحكومات اليمنية السابقة العملاقة والسلطات القائمة، والاجابة في البسط، والنهب، والتقطع، وقطع الطرقات، والتسلط على المسافرين، والشهادات المزورة، وعندما نتحدث بشكل رسمي نجد المنجزات في دواوين القات فقط وكثرة الهدرة ببيع الوهم. والامر ايضا ليس هنا مقارنة, وانما نصلح العفن بداخلنا، وبعدها تخطيط شيء يظل المفروض لاجيال قادمة حتى تتراكم منجزات تذكر، وحتى لانهدر الفرصة والمال والدعم والوقت وكل مرة نبدأ من تحت الصفر.