حوار: سفيرنا لدى ماليزيا لــ" التنمية بلا حدود" يخرج عن صمته ويتحدث عن وضع اليمنيين بماليزيا

التنمية برس/ خاص:

 

في أول لقاء له كسفير مع  صحيفة محلية:

 

باحميد: لهذا السبب.. القانون الماليزي لا يسمح على الإطلاق بالعمل للمواطن اليمني

التنمية بلا حدود: حاوروه - زياد المخلافي:

في أول لقاء صحفي له كسفير مع  صحيفة محلية تحدث سفيرنا اليمني الدكتور عادل باحميد لدى مملكة ماليزيا لـــ" التنمية بلا حدود" عن طبيعة حياة اليمنيين طلاب ورجال أعمال في المملكة بالقول أن ماليزيا من أكبر الجهات التعليمية الجاذبة للطالب اليمني سواء المبتعث على نفقة الحكومة أو على نفقته الخاصة أو على صناديق مانحة ومؤسسات داعمة.

وقال في البداية اشكر صحيفة "التنمية بلا حدود"  عبر ممثلها الدكتور زياد غالب المخلافي على هذه المقابلة وإتاحة الفرصة لتسليط الضوء على وضع الجالية اليمنية في ماليزيا والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، فإليكم نص الحوار:

 

-صف لنا أوضاع الطلاب؟

الطلاب المبتعثين في ماليزيا حالهم لا يختلف عن حال بقية الطلاب اليمنيين في بقية الدول والذين اشتدت معاناتهم كانعكاس مباشر للأحداث التي يمر بها الوطن ويعاني منها كل أبناء اليمن في الداخل والخارج، معاناة تأخر المستحقات التي هي ناتجة عن عملية التخريب والتدمير التي طالت كل مجالات الحياة في اليمن جرّاء الانقلاب وتداعياته وتضرر منها المواطن اليمني داخل الوطن وخارجه، وهناك جهود كبيرة تبذل من الحكومة للتخفيف من هذه المعاناة رغم صعوبة وتعقيدات المشهد، لكن ما يُحسب لطلابنا في ماليزيا هو استمرار معدلات التفوّق والتميّز العلمي والأكاديمي بل وأيضا التميّز في الفعاليات الثقافية والأنشطة العامة برغم كل هذه الظروف والأجواء.

 

-كم عدد الطلاب الدارسين في ماليزيا؟

تعتبر ماليزيا من أكبر الجهات التعليمية الجاذبة للطالب اليمني سواء المبتعث على نفقة الحكومة أو على نفقته الخاصة أو على صناديق مانحة ومؤسسات داعمة، العدد الإجمالي للطلاب اليمنيين الدارسين بماليزيا يصل إلى (5200) طالب يتوزعون على أكثر من (20) جامعة ماليزية، منهم حوالي (860) مبتعثين على نفقة الدولة.

 

-ماذا عن العمالة اليمنية في ماليزيا وماهي الميزة التي يمكن ان يأخذها العامل لو دخلت اليمن ضمن الدول المجاورة لماليزيا التي يمكن أن تحصل على بطاقة عمل ؟

تزايد أعداد الوافدين إلى ماليزيا من اليمنيين بسبب الأوضاع أسهم للتعرّف على الفرص المتوفّرة في ماليزيا بالنسبة لليمنيين في مجال التجارة والاستثمار أو العمل، مع أن القانون الماليزي لا يسمح على الإطلاق لمن يحملون تأشيرة زائر بمزاولة أي عمل، لكن هناك من استطاعوا أن يبدؤوا مجموعة من الإعمال التجارية في مجالات السياحة والاستيراد والتصدير وأعمال المطاعم اليمنية التي شهدت انتشاراً كبيراً في ماليزيا ويقبل عليها الماليزيون بشكل كبير، لكن بلادنا غير موقّعة حتى الآن على اتفاقية عمالة مع ماليزيا، والجهود اليوم منصبّة من قبلنا بالسفارة في التواصل مع الجانب الماليزي لضم اليمن ضمن قائمة الدول المسموح لرعاياها بالعمل في ماليزيا وفقاً للوائح والقوانين الماليزية المنظمة، وهذا الأمر لا يزال يتطلب مزيداً من الجهد والوقت وتحقيق جملة من المعايير والاشتراطات.

 

-هناك أصوات ارتفعت مؤخرا عن ارتفاع رسوم الجوازات ما تعليقك حو ل ذلك؟

قامت مصلحة الهجرة والجوازات مشكورة بإعادة افتتاح مراكز الإصدار الآلي للجوازات داخل اليمن وخارجه للتسهيل على المواطن اليمني حيثما كان للحصول على جواز السفر، ومن تلك المراكز مركز الإصدار الآلي في كوالالمبور بعد توقّف لأكثر من ثلاثة أعوام، كما تم من قبل مصلحة الهجرة والجوازات إصدار رسوم جديدة للجوازات كانت في البداية مرتفعة بالنسبة لشريحة الطلاب في الخارج، مما استدعى تواصلنا مع دولة رئيس الوزراء د. أحمد عبيد بن دغر ومعالي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأستاذ عبد الملك المخلافي والإخوة في مصلحة الهجرة والجوازات وقد تجاوب الجميع معنا وقدّروا الوضع الصعب الذي يعيشه أبناؤنا وإخواننا الطلاب في الخارج وصدرت الأوامر بتخفيض الرسوم للطلاب من 95 دولار إلى  27دولار ولكن للمبتعثين فقط بينما كانت المطالبة لكل الطلاب الدارسين بلا استثناء، ولا يزال هذا الأمر قيد المتابعة حيث تقدمنا بطلب رسمي بذلك وبإذن الله يتم التخفيض لجميع الطلاب سواء مبتعثين أو غير مبتعثين في القريب.

وبالمناسبة فالسفارة في كوالالمبور ملتزمة بنفس الرسوم في اللائحة المقرّة من المصلحة والحكومة دون أي زيادة لصالح السفارة، حتى بالنسبة للمواطنين في الولايات البعيدة الذين شكلت لهم السفارة لجان ميدانية خاصة تزورهم إلى مناطقهم لإنجاز معاملاتهم دون الحاجة للعناء في انتقالهم للعاصمة.

 

-كيف تصف لنا تأخير المنحة الشهرية للطلاب وهل تم معالجة هذا التأخر؟

تأخر صرف المستحقات للطلاب أدخل طلابنا الأعزاء في أزمة ومعاناة حقيقية لا يستشعرها إلاّ من عاش معهم واحتك بهم، فأزمتهم تمتد من مطالبة الجامعات لهم بالرسوم ليستمروا في دراستهم مروراً بالمؤجر للشقق السكنية وأصحاب المحلات من بقالات ومطاعم وحتى عدم قدرتهم على تلبية متطلباتهم المعيشية لهم ولأسرهم وأطفالهم، وكل هذا بالتأكيد له انعكاساته على نفسياتهم وأدائهم العلمي والأكاديمي. بلا شك أن أسباب التأخير منذ العام الماضي تتحملها مليشيات الانقلاب التي عبثت بكل شيء حتى مستحقات الطلاب وجعلتهم محل للمزايدة اللامسؤولة بمصير طلابنا في الخارج، مع ذلك فقد تصدّت الحكومة الشرعية لهذا الملف وبالفعل أرسلت المستحقات للربعين الثالث والرابع 2016م بقرار استثنائي ومشكور من فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي ومتابعة حثيثة من دولة رئيس الوزراء عبر لجنة معالجة أوضاع الطلاب التي ترأسها معالي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، كما تمت الكثير من المعالجات من قبل السفارة والملحقية الثقافية لكثير من المشاكل التي تراكمت خلال سنوات، واليوم هناك إجراءات بدأت من قبل الحكومة لصرف مستحقات الربع الأول 2017م وإن كنّا لازلنا نطلب من الحكومة صرف الربعين الأول والثاني والرسوم الدراسية وتوفير رحلات طيران للخريجين.



-كيف ترون الجالية اليمنية في ماليزيا وماذا تقدم السفارة لهم؟

الجالية اليمنية في ماليزيا تتزايد إعدادها يوماً بعد يوم، لعل من أسباب ذلك بعض التسهيلات وكذلك الامتيازات التي تحصلنا عليها من قبل الحكومة الماليزية، كما أن انخراط أعداد لا بأس بها منهم في الأعمال التجارية أسهم في استقرار أعداد ليست بالقليلة، السفارة على تواصل مستمر مع الجالية كأفراد وتجمعّات، وللأسف أن الهيئة الإدارية للجالية التي انتهت مدتها منذ العام 2014م لم تعد قادرة على القيام بمهامها وواجباتها وأصبح من الضروري أن تعيد الجالية ترتيب نفسها بما يحفظ مصالح المواطن اليمني في ماليزيا، ونحن في السفارة على استعداد للتعاون وتقديم كافة التسهيلات ونقف بمسافة متساوية من الجميع. أمّا من ناحية ما تقدمه السفارة للجالية فهناك الكثير من الخدمات القنصلية التي تقدمها السفارة لجميع مواطني الجمهورية اليمنية دون أي تفريق أو تمايز مناطقي أو سياسي أو اجتماعي فالكل يمني بالنسبة لنا ونعتبر أن السفارة بيت كل اليمنيين، كما استحدثت السفارة (الخدمات القنصلية المتنقلة) لوصول للمواطن اليمني الساكن بالولايات الماليزية البعيدة من العاصمة تخفيفاً عليهم من عبء الانتقال إلى العاصمة.

 

-كم عدد الجالية اليمنية في ماليزيا ؟

في الظرف الحالي هناك نوعين من الجالية، الجالية الحقيقية الثابتة والتي تشمل اليمنيين الحاصلين على تأشيرات إقامة أو عمل في ماليزيا، وهناك الجالية المؤقتة الوافدة إلى ماليزيا بتأشيرة زيارة أو سياحة والتي تزايدت إعدادها نتيجة الظرف في البلد ولكون ماليزيا تمنح تأشيرة الدخول في المطار، كما أن هناك الطلاب الدارسين في الجامعات الماليزية، ويصعب علينا في السفارة معرفة العدد الدقيق لكون أعداد كبيرة من الوافدين لا تأتي إلى السفارة لعدم احتياجها للخدمات القنصليّة، ولكن بالتواصل مع الجانب الماليزي تشير الإحصائيات إلى تجاوز أعداد اليمنيين في ماليزيا لـ(25) ألف مواطن يمني.

 

- ماليزيا قدم إليها كثير من التجار اليمنيين و رؤوس الأموال ماذا قدمت السفارة لهم ؟

نعم كلامك صحيح هناك كثير من رجال الأعمال الذين قدموا إلى ماليزيا بسبب الأوضاع التي خلفها الانقلاب في البلد، والبعض منهم بدأ نشاطه التجاري والاستثماري في قطاعات مختلفة مثلما ذكرنا أهمها النشاط السياحي والاستيراد والتصدير والمطاعم والتعليم وغيرها، لهذا استحدثت السفارة ملحقية تجارية وتم تعيين ملحق تجاري للاهتمام بهذا الجانب ومحاولة تحسين ميزان التبادل التجاري بين البلدين، هناك جهود تبذل منذ فترة لتأسيس نادي رجال الأعمال اليمنيين في ماليزيا وإنشاء مركز معلومات تجاري يقدم خدماته لكافة رجال الأعمال فيما يتعلق بالتعريف بالقوانين الماليزية وتوضيح المجالات الممكنة للاستثمار والعمل التجاري وغيرها من القضايا، كما قامت السفارة بالمشاركة ودعوة العديد من الشركات اليمنية لعدد من المعارض التجارية التي تسهم في تعريف التاجر ورجل الأعمال اليمني بالسوق الماليزية والعكس .



- هل ممكن أن تصف لنا علاقة السفارة مع الجانب الماليزي وكذلك مع البعثات العربية الأخرى؟

علاقاتنا مع الجانب الماليزي على كافة المستويات ممتازة جداً، هناك تواصل جيد مع رأس الهرم في الحكومة الماليزية نزولاً إلى كافة الوزارات والإدارات ذات العلاقة، تم ترتيب عدد من الزيارات الرسمية منها لمعالي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأستاذ عبد الملك المخلافي التقى خلالها دولة رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب رزاق وكذلك نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الماليزي و وزير الخارجية الماليزي / وقبلها كانت هناك زيارة لمعالي وزير التعليم العالي د. حسين باسلامة التقى خلالها وزير التعليم العالي الماليزي، ونحن في صدد ترتيب زيارات اخري لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات متعددة كالتعليم والصحة والأمن وغيرها.

أمّا على صعيد العلاقات مع الأشقاء سفراء الدول العربية، فلله الحمد يعتبر مجلس السفراء العرب في كوالالمبور من المجالس النشطة حيث تعقد اجتماعاته الدورية بشكل منتظم وهناك تواصل جيد وتنسيق للجهود بين كافة السفراء العرب.

 

-ماهي نتائج زيارة وزير الخارجية إلى ماليزيا؟

كانت زيارة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية لماليزيا زيارة موفقة أسهمت في الدفع بالعلاقات اليمنية الماليزية نحو الأفضل وأعطت صورة واضحة للجانب الماليزي عمّا يجري في بلادنا، أبرز نتائج الزيارة كان التأكيد الماليزي على استمرار دعمه لليمن نحو تحقيق السلام والتنمية، والتعاون في مجال التدريب والتأهيل لعدد من الكوادر اليمنية في عدد من القطاعات، والتنسيق في عدد من مجالات التعاون المشترك.

 

-هل ممكن أن تطلعنا على نتائج التحقيقات بخصوص المحتجزين اليمنيين الأربعة؟

نحن ندين بشكلٍ كامل وواضح كافة الأعمال التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار ماليزيا، وأعلنّا منذ وقتٍ مبكر استعداد السفارة اليمنية للتعاون مع كافة الجهات المختصة بما يخدم أمن واستقرار ماليزيا وتحقيق العدالة وضمان حقوق المواطن اليمني، وفيما يتعلق بالمحتجزين الأربعة فقد انتهت التحقيقات معهم من قبل الجانب الماليزي، وأفرج عن أحدهم من قبل السلطات الماليزية وتم إحالة الثلاثة البقية إلى المحكمة في قضايا جنائية بحتة بحسب قرار النائب العام بعد ثبوت عدم وجود أية علاقة لهم بأية نشاطات أو أعمال إرهابية، وتم تنصيب محامٍ للدفاع عنهم والإجراءات تمضي في طريقها القانوني.

 

- كلمه أخيرة تريد أن تقولها للجالية اليمنية في ماليزيا؟

أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكافة أفراد الجالية اليمنية طلاباً وعمّالاً وزوّاراً الذين يعتبرون أنفسهم سفراء لليمن ويضربون المثل الحسن ويعطون الصورة الإيجابية المشرقة لليمني الذي يكنّ له الشعب الماليزي الكثير من الاحترام، وإن كان من كلمة فهي أن محافظتنا على هذه السمعة الحسنة ونبذ كل الممارسات السلبيّة والالتزام بالقوانين والأنظمة الماليزية هو الذي سيجعلنا نهنئ بالعيش في هذا البلد الكريم المضياف الذي يستحق أن نبادله الإحسان بالإحسان.