وزير الصناعة والتجارة في لقاء خاص مع التنمية برس: قمنا بإنشاء وحدة تشجيع الصناعات التي تستخدم الطاقة المتجددة
▪︎ نعمل على حماية واستدامة المخزون الغذائي للبلاد. وضبط معادلة المخزون الاستراتيجي ▪︎ إيم...
عدن المدينة الساحلية كانت وعلى مدى سنوات طويلة قبلة للسياحة الخارجية والداخلية، ووجهة لليمنيين القادمين من مختلف المحافظات في الأعياد ومواسم الإجازات، حتى جاءت الحرب الأخيرة فدمرت مقوماتها السياحية ومنشآتها الفندقية وأماكن الترفيه فيها، حيث يستمر توقف توافد السياح من خارج عدن، بسبب الاضطرابات الأمنية ما بعد الحرب، كما حدّت الإجراءات الأمنية المُتّخذة من قبل السلطات من توافد أبناء المحافظات الشمالية الذين اعتادوا على قضاء إجازة العيد في العاصمة المؤقتة عدن.
اضطرابات أمنية
وعلى الرغم من استعادة المدينة صورتها السياحية، يستمرّ توقّف توافد السياح من خارج المحافظة - إلا قلة قليلة - بسبب الاضطرابات الأمنية، حيث تُمثِّل حادثة جولدمور الأخيرة - التي راح ضحيتها عدد من الأبرياء - رادعاً مخيفاً لكل مرتادي سواحل عدن، فقد أدّى التفجير الإرهابي الذي راح ضحيته أبرياء كانوا يتنزهون في الساحل إلى هجران المكان لفترة قبل أن يعاود الزوار من أبناء المحافظة إليه خلال فترة العيد.
وقال عدد من أصحاب الشركات التجارية في عدن إن ثمة تقصير واضح من قبل الحكومة في عدم استقرار الحالة الأمنية والتي نتج عنها تدهور وإصابة القطاع السياحي في عدن بحالة من التدهور المستمر.
توقف التدفق
وما زال القطاع السياحي، في مدينة عدن خلال فترة العيد يُعاني، حيث أدّت الحرب الأخيرة إلى تدمير معظم المنشآت السياحية، وخسارة وتسريح عدد كبير من العاملين، في قطاع السياحة والفندقة ووكالات السفر، فعلى الرغم من مرور 3 أعوام، على طيّ صفحة الحرب في المدينة، إلا أن قطاع السياحة ما زال خارج الأعمار، ناهيك عن استمرار توقف تدفّق السياح من الخارج إلى المدينة.
وكان مدير مكتب السياحة في محافظة عدن، جعفر ابو بكر قد صرّح لوسائل الإعلام: «أن السياحة في مدينة عدن كانت خلال عام 2010 في أوج قمتها وخصوصاً مع قيام بطولة خليجي عشرين الكروية وفترة العيدين، ثم تأثرت خلال أحداث 2011، عادت بعدها السياحة للانتعاش من جديد، ولكن مع الأسف منذ تحرير عدن وحتى اليوم، ما زال تأثير ذلك واضحاً على عمل السياحة بشكل كبير، حيث أصبح الشخص يخاف من إقامة مشروع سياحي بسبب عدم وجود الأمن والاستقرار».
تدمير ممنهج
ودمّرت الحرب أهم فنادق الدرجة الأولى في مدينة عدن، التي كانت تستقبل الوافدين من المحافظات المجاورة لقضاء إجازة العيد، مثل فندق «عدن» وفندق «ميركيور»، في مديرية خور مكسر، وتحوّل الشارع الذي عُرف بشارع الفنادق، إلى ساحة للقتال، ما عرّض معظمها للتدمير بشكل كلي أو جزئي، كما نٌهبت محتوياتها بالكامل، وتحوّلت بعض فنادق المدينة، التي لم يطالها الدمار، فيما بعد إلى ملجأ، لعدد كبير من السكان الذين دُمّرت منازلهم.
أزمة تعامل مع الآثار
وتعيش المدينة أزمة في التعامل مع آثارها ومعالمها التاريخية التي كانت الواجهة الرئيسية للسياح في أيام العيد من خارج عدن، حيث تعاني قلعة صيرة إهمالاً حكومياً، ينذر بكارثة قد تطمس هذا الصرح؛ فالتمدد العمراني وعملية نحت الجبل ومن جميع الجهات، بغية تشييد مبانٍ سكنية ومن دون تخطيط، أدّت إلى إلحاق أضرار كبيرة بالقلعة، لتصبح على شفا انهيار وشيك. وباتت الصهاريج التي بنيت بالحجارة والجصّ مهددة بالبناء العشوائي عليها، دون حساب للكارثة التي ستسببها التصرفات غير المسؤولة.
إحصاءات
وكشفت الإحصائية الرسمية الأخيرة الصادرة عن مكتب السياحة بمدينة عدن عن حجم الدمار الذي طال المنشآت السياحية في عدن، حيث بلغت المنشآت السياحية المدمرة تدمير كلي الـ(100) منشأة، بنسبة (56%) من إجمالي المنشآت السياحية بمحافظة عدن والبالغة (180) منشأة، كما بلغت خسارة القطاع السياحي في عدن (400) مليون دولار، ناهيك عن تسريح (20) ألف عامل في القطاع السياحي.