وزير الصناعة والتجارة في لقاء خاص مع التنمية برس: قمنا بإنشاء وحدة تشجيع الصناعات التي تستخدم الطاقة المتجددة
▪︎ نعمل على حماية واستدامة المخزون الغذائي للبلاد. وضبط معادلة المخزون الاستراتيجي ▪︎ إيم...
·يافع تمثل امبراطورية حميّر في الجزيرة العربية وأحد أسرارها وكنزها الكبير شجرة البُن والمشكلة أصبحت بالإنسان وليست بالزراعة
·المزارع ظل يعاني من التهميش وأصيب بالإحباط وهناك مميزات تشجيعية ستعُطى له في معرض البُن الأول
■ خالد الحصني: المعرض سيسلط الضوء على جودة القهوة الوطنية وطعمها المميز وسيقدم فرصة للمزارعين والمصنعيين للتواصل مع المشترين والمستهلكين من جميع أنحاء العالم.
بتوجيه من وزير الزراعة والري والثروة السمكية اللواء سالم عبدالله السقطري، تعمل الوزارة المذكورة على إقامة المعرض الوطني الأول للُبن في العاصمة عدن مطلع بداية العام القادم بمشيئة الله وذلك في شهر يناير 2024م بالتنسيق مع مؤسسة يافع للتنمية.YFD حيث أصبح محصول قهوة البُن اليوم سلعة عالمية تحولت الى طقوس اجتماعية تُلبي متطلبات الحياة اليومية لمعظم فئات الشعب لاسيما وأنه يرتقي حضوره في أرقى المقاهي "الكافيهات" والتي انتشرت في كافة المولات والمدن العالمية، إذ تحتل القهوة اليمنية مميزات ليس فقط بمشروب فاخر للضيافة والتلذذ في أوقات الراحة، بل هو أيضا مشروب ذو قيمة غذائية عالية يضم عناصر هامة مثل مضادات الاكسدة وفيتامينات مثل B5 و B2 ومعادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم، وتتميز القهوة بزوايا أسواقها العتيقة منذ مئات السنين وكذا الأسواق الحديثة التي أصبحت تديرها شركات عالمية متخصصة بتجارة وبورصة مبيعات البُن تتجاوز عشرات المليارات الدولارات، والذي أصبح بدوره محصول البُن اليمني في مصاف السلع التجارية من المتطلبات الأساسية للمستهلكين لمختلف الفئات العمرية من متذوقي وعشاق القهوة.
▪︎قال المستشار خالد الحصني المدير التنفيذي لمؤسسة يافع للتنمية، أن إقامة المعرض الوطني الأول لقهوة البن أتت فكرته من أعمال سابقة كانت لدى المؤسسة منذ مطلع العام الماضي، والتوجه نحو التركيز على القطاع الزراعي باعتباره الركيزة الأساسية من ركائز التنمية المستدامة والتي ترفد الاقتصاد الوطني بالموارد المالية، وأكد الحصني في حوار خاص أجراه معه موقع "التنمية برس" والمتخصص بالشؤون الاقتصادية والتنموية أن العالم اتجه الى ثورة الزراعة ودعم وحماية المحاصيل الزراعية عبر التشجيع الهادف في جمع المهندسون الزراعيون ذوي الخبرات وكوادر زراعية يفتخر بهم،وكونهم يلعبون دوراً حيوياً في تحسين أداء الزراعة والحفاظ على استدامتها، مؤكداً بدورهم الكبير في عملية زراعة البُن وتحصليها وكونهم أيضاً جمعوا ما بين المعرفة في الهندسة والعلوم الزراعية لتحسين إنتاج وكفاءة المزارعين.
وأشار الى أن النشاط الزراعي أهمل وتدهور بسبب الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة وتراكماتها السلبية التي يعانيها المزارع اليمني ولازال يعاني منها الوطن، وأضاف الحصني في حديثه حول المشاريع بأنه تم تخصيص أول مشروع تم القيام به من خلال اعداد دراسة لمحصول البن اليافعي ومصادر المياه بمديريات يافع السبع، وبالتنسيق مع وزارة الزراعة والري والثروة السمكية كونها الجهنة المعنية بالشراكة مع مؤسسة يافع حيث أنها كانت أول خطوة أولى وهامة عبر الاتفاق بين الجانبين في تنفيذ أول فعالية محلية من العاصمة عدن تتعلق بالمعرض الوطني الأول للبن.
▪︎وحول قطاع التدريب والتأهيل المستهدف للمزارعين أشار مدير المؤسسة خالد أن هناك طريقة جديدة بالتطوير والتحديث، وأضاف أنه قبل خمسون عاماً كانت الزراعة تقليدية وبهذا الصدد تم توقيع اتفاقيات مع شركات متخصصة وبحمد الله نجح هذا المشروع والذي كان آخره بمديرية يهر لبعوس حيث تم توزيع معدات زراعية من حراثات وخزانات الى جانب التدريب بتمويل مشترك من UNDP ومنظمة نرويجية ومؤسسة يافع للتنمية وأشار الحصني بأنه تم استهداف في هذا المشروع 16 مزارعاً وأصبحوا يدربوا الأطفال في المدارس عن زراعة الشتلات وكيفية زراعة البُن لاسيما وأننا نمتلك مساحة جغرافية كبيرة لزراعة البُن. وأكد في السياق نفسه بأن منطقة يافع تمتلك ثروات زراعية ومكانة تاريخية عريقة.
▪︎وفيما يتعلق بالجودة والمواصفات المطلوبة في منتج قهوة البُن للمستهلك، أوضح الحصني بأن المستهلك في الخارج انطبع في ذهنه اسم البُن اليمني ولا يدري بأن له أنواع ويزرع في عدة مناطق يمنية منه اليافعي والحمادي والحرازي والمطري وغيره وهو سلعة مرتبطة بمعايير العرض والطلب ولكن يبقى القول بأن اليافعي له مكانة كبيرة في عملية البيع والشراء وتسويقه وفق الشروط والجودة، مشيراً بأن بلادنا أصبح كل شيء فيها مهضوم ومن هذا المنطلق جاءت فكرة إقامة معرض البُن الأول والذي يهدف الى التعريف حول هذه المنتجات الوطنية وتشجيع الحفاظ عليها من المنتجات المستوردة والتي أصبحت تغزو اسواقنا المحلية، وطالب المجتمع بتعزيز دوره في مسألة تثقيف نفسه حول قيمة هذا الكنز الوطني وأكد على أن يافع لمديها 5)) أصناف من البُن وهناك مختبرات لفحصه والكشف عن نسبة الجودة والمقدرة بحسب المواصفات من 90% أو 85% أو 75%.
▪︎ويواصل الحديث خالد الحصني حول فعالية إقامة المعرض الوطني الأول للبُن حيث أشار الى أن المعرض يمثل من جانب وزارة الزراعة والري والثروة السمكية وبين مؤسسة يافع للتنمية باعتبارها شريك منفذ لهذه الفعالية ولكن سياسة المعرض تقع على عاتق الوزارة وليست من المؤسسة وهو إجراء حكومي، وأضاف في حديثه بأن الفعالية تشمل مشاركة 4 مديريات في محافظة تعز 2 مديريات في محافظة الضالع و 8 مديريات في يافع، مؤكداً بأن الهدف الأول والأخير تشجيع زراعة وبيع وتسويق المنتج الوطني في مختلف مناطق اليمن والخارج وسيشهد في المعرض مبيعات لجميع أنواع البُن المعروض وعمل جرد لعمليات البيع والشراء الذي بها المزارع، وسيشارك معنا 10 شركات ومؤسسات تعمل في مجال البن والكافيهات وجمعيات زراعية ومؤسسات تنموية وهناك أيضا 10 كافيهات و40 مزارع، وستشهد الفعالية إقامة متحف عن زراعة البُن بشكل خاص.
▪︎وعن سؤالنا له حول تقييم الوضع الزراعي في الجنوب اليمني لاسيما وأن المزارع ظل يعاني من الإهمال والتهميش واصابته باليأس والإحباط بسبب قلة العناية والرعاية من الجهات المختصة وتقديم رؤية تهدف الى النهوض مجدداً بالقطاع الزراعي ودعم المزارع أشار الحصني بالقول من المؤسف بأنه تم تدمير الزراعة بسبب الصراعات السياسية والعسكرية واستمرار النزاعات لسنوات أدت الى تدهور الزراعة المحلية وعجز المزارع عن أداء مهام عمله الذي يشكل مصدر دخل له ولأسرته.
▪︎وعن انتقالنا الى أنشطة مؤسسة يافع للتنمية في المجال الإنساني من خلال الخطط والاهداف يقول الأستاذ الحصني بأن هناك سياسة خاصة في الاعمال الإنسانية والخدمية باعتبار أن المؤسسة مدعومة من رجال المال والأعمال والمغتربين في الخارج، وأكد بأن الوضع حالياً تغير وصار الدعم المقدم للمؤسسة محدود من المساهمين وقمنا بدورنا بتسخير هذه التبرعات في صالح الزراعة واعداد بعض الدراسات في السدود والحواجز المائية وشق وسفلتة الطرق بجهود الأهالي، وواصل بالقول بأنه تم القيام بأعمال الإغاثة الإنسانية في عام 2020م موضحاً بدوره بأنه تم عمل أكبر مشروع إغاثي وإنساني في مدينة الحديدة وأشار الى أن أربع سنوات مضت كلها كانت اعمال إغاثة إنسانية واقتصر في الزراعة والإغاثة.
▪︎ودعا خالد الحصني مدير المؤسسة عبر رسالته المجتمعية بقوله أن يافع للتنمية هي مؤسسة تسعى الى تعزيز التعاون والتنسيق مع كافة الهيئات الناشطة في ميدان العمل بما يتفق مع أهداف وغايات المؤسسة والى تعزيز وحدة وتماسك المجتمع المدني وإحداث التنمية المدنية كخطوة لازمة للوصول الى التنمية المستدامة والى تعزيز سيادة الدولة العادلة والمواطنة المتساوية بما يتسم ويقيم الحرية والعدالة الاجتماعية والتي هي أهم مبادئ حقوق الانسان.
▪︎كما أوضح الحصني بالقول في هذا الحوار حول أهداف التنمية من خلال أنشطة المؤسسة لفئات المجتمع يجيب متحدثاً: نسعى للمساهمة في تنمية المجتمع والتخفيف من الفقر وتحسين الظروف المعيشية للمجتمعات، وكذا المساهمة في تقديم خدمات الحماية للمجتمعات المتضررة من الحرب وبما يضمن توفير الخدمات الأساسية كالغذاء والصحة والمياه والتعليم وبجودة ومراعاة احتياجات النساء والأطفال، تعزيز القدرات والمهارات للمرأة والشباب وما يمكنهم ويعزز فرصهم في المنافسة بسوق العمل، المساهمة في تحسين سبل العيش والنقد مقابل العمل والغذاء مقابل الأصول المجتمعية بالإضافة الى تعزيز القدرات والمهارات في مشاريع التغير المناخي والبيئة والحد من آثارها.
▪︎وبشأن موضوع أن مؤسسة يافع ستعمل على إيجاد أسواق لمنتج البُن عبر إقامة المعرض الوطني ودعوة شركات التسويق العالمية كشف المدير خالد في السياق ذاته بأنه تم اتخاذ القرار في دعم قطاع الزراعة من خلال معايير تخدم الأهداف المنشودة والخطط المطروحة وقضية التغيير المناخي ستخدم المنطقة وأكد الحصني على أن الطلب الكبير العالمي سيلبي كل شيء من الاحتياجات الزراعية وإعادة تفعيل نشاط التعاونيات الزراعية وستكون هناك مميزات وحوافز ستعطى للمزارعين أثناء الفعالية المقامة بالمعرض، وأشار أيضا بقوله الى أن دولة فيتنام الان أصبحت من الدول الكبرى المصدرة للبُن وأصبح محصول البنُ الأول في قائمة المحاصيل الزراعية الوطنية لديهم. كما نجدر بالإشارة للمهتمين أن يافع تعتبر منطقة استراتيجية لزراعة البن، حيث تنتشر زراعة البُن في المناطق الجبلية لما يتميز بها من ارتفاع وأجواء مناسبة للزراعة.
▪︎وواصل الحصني عن الإجابة لسؤالنا الأخير له حول التطلعات والرؤى الخاصة بالزراعة أضاف قائلاً: أنه من البشائر المشجعة ما تقوم به وزارة الزراعة والري والثروة السمكية ممثلة بوزيرها سالم السقطري من دعم واهتمام ومتابعته المستمرة لعودة محصول البُن ليحتل مكانته السابقة كونه يمثل محصول نقدي اقتصادي مهم يجب أن يتم الحفاظ على سمعته التاريخية من خلال استكمال انشاء المركز الوطني لتنمية وتطوير محصول البُن المتخصص لهذه الشجرة المباركة يعني بها زراعياً وعلمياً وتنفيذ مشاتل متخصصة وحواجز مائية وسدود ومدرجات زراعية ومختبرات حديثة وتحديد أفضل أنواع الشتلات وما تتطلبه من عناية من قبل المختصين في علم الزراعة، موضحاً بدوره بأن مراحل زراعة البُن تتطلب عناية خاصة ومتابعة دقيقة منذ بذرها الى حصادها وتسويقها الذي يتطلب مرحلة زمنية طويلة تتجاوز سنوات.