أكاديمي في علم الأدوية يؤكد أن لا دواء واعد لكورونا و اللقاح سوف تشهده البشرية في منتصف ٢٠٢١ ..

 
أبحاث واعدة ، دواء واعد ، لقاح واعد ، مصل واعد (((( قريباً )))) ، كل هذه الكلمات المبهرجة الرنانة و اللافتة للنظر و الجاذبة للقلب و المشاعر قبل العقل و المنطق قد سمعناها كثيراً يمنة و يسرة من هذا و ذاك ، من عالم و من جاهل ، من مختص و من مشعوذ ، من دولة غنية تمتلك الإمكانيات الضخمة و من آخرى فقيرة تعيش على المعونات ، من رئيس دولة و مسؤول كبير و من عاطل و مواطن بسيط .
فالوضع الحالي استدعى ظهور مثل تلك الفئات ( الآفات ) من طالبي الشهرة و المجد العلمي المحشي بالمال كيفما أُتفق ، فسقف الحرية الزائفة لذلك مرفوع و الآمال الخادعة تعانق عنان السماء .
 
مما لا شك فيه أن ما نشهده من  موجة الصراع على مفهوم إيجاد دواء شافي من المرض أو لقاح يردع الفيروس للمدى البعيد مبرر و له كثير من وجهات النظر ، فتارةً نجد و في وقت مبكر من ظهور الجائحة مسؤول طبي لدولة ما يصرح أن علاج فيروس كورونا بالمضاد الحيوي بل و نجد القليل من البلهاء من يؤيد ذلك الفكر المبتسر علمياً .
و هل من المعقول أن يكذب عالم في وضعه لتوصيف آلية عمل دواء ضد الفيروس لتحقيق سبق يسجل له و لبلده فقط ؟ 
و لم نبرز ثمة غضاضة في مقابل من ذُكر على ذلك الكم الهائل من الأطروحات المنزلية التي تحاكي الخيال( الغير ) علمي لأشخاص يدّعون العلم بكتشافاتهم الوهمية و التي لم تشهد النور إلى يومنا هذا فلا غرابة في تلك النتيجة الصفرية
البديهية .
 
اليوم و بعد خمسة أشهر أضحى و بات في آن واحدة رصيد هذا المرض :
-أكثر من ٤٠٠ دواء و عشب و خلطات لم تُشفي و لم تُعافي من ألم ، كثير منها أضمحلت بالتقادم و لم نعد نسمع عنها شيء ! و هذا الأمر طبيعي فأساس دوزنة العمل التجريبي لم يعتمد على مراحل العلم المنطقية و مبادئها المتسلسلة زمنياً ( فهل يستحق دواء الأربعة أيام كل هذه الضجة ؟ ) .
 -أكثر من ٢٠٠٠ بحث قد نُشر و كل ذلك لتضيق الفجوة المعلوماتية و المعرفية لا سيما و أنها من أساسيات البحث العلمي و لم تتمرد عن إطار  المجلات البحثية لكي تلامس واقع الجائحة لاستعراض فن رص الكلمات فقط ليس إلا ( فهل الحشيش يقتل الفيروس ؟ ) .
-أكثر ٦٠ لقاح لن ينجح منها إلا واحد في أفضل الظروف و لكن ذلك يحتاج لمزيد وقت ربما منتصف ٢٠٢١ أو حتى في أخره بعد اكتمال مرحلة التصنيع المتقنة و من ثمة اكتشاف العوار بعد إخراجه من وراء الأكمة  .
-العجز عن التعرف على آلية عمل الفيروس و لهذا لم نجد تشخيص واضح للمرض أو ثمة بروتوكول علمي يوضح الأعراض توالياً أو ماهية الفيروس أيسرها مثلاً و ليس حصراً ،،  هل الفيروس يتأثر بدرجات الحرارة ؟! فإذا أجبنا (بنعم) وفقاً لطبيعة الفيروسات التي تفتك بها درجات الحرارة العالية ، فستجد أن بلد كالهند مؤخراً يسجل أعلى أرقام الإصابة بالمرض في أجواء حارة للغاية .
 
د. رمزي القعيطي 
باحث و أكاديمي علم الأدوية

مقالات الكاتب