عاد نعمان
على غير العادة بتوجيه الفرق المسرحية الدعوات للجمهور لحضور ومشاهدة العروض المسرحية؛ فإن فرقة (خليج عدن) تزور عدد من مدارس الثانوية العامة في محافظة عدن؛ لتقدم عرضها المسرحي الجديد؛ وذلك بهدف نقل تجربة المسرح إلى الطلاب والطالبات.
تقدم فرقة (خليج عدن) المسرحية بالشراكة مع إذاعة هولندا العالمية خلال شهر إبريل الجاري 2016م عرضاً مسرحياً، يحمل عنوان (حكاية أسامة)، لا يتعدى زمنه النصف ساعة، ويقوم ببطولة شخصياته كلاً من محمد ناجي بريك، أكرم مختار، هشام الحمادي، عبير عبدالكريم وعلى أحمد يحيى، من تأليف وإخراج/عمرو جمال، وينتمي إلى نوعية المسرح التفاعلي.
وبهذا الصدد ينوه جمال: "يعتمد المسرح التفاعلي على عرض مشكلة ما، مؤثرة ومواكبة، وترك أحداثها مفتوحة؛ لتحفز الجمهور على التفكير والنقاش حول تلك المشكلة، واقتراح حلولاً لها؛ لذلك سيتاح المجال أمام طلاب/طالبات المدارس أن يطلبوا من ممثلي/ات المسرحية إعادة مشهد معين؛ ليقوموا بتغيير أحداثه حسب وجهات نظرهم؛ لإيجاد حلول للمشكلة في ذلك المشهد"، مشيراً إلى أن الفرقة خضعت لدورة مكثفة خاصة بالمسرح التفاعلي نهاية شهر مارس الماضي في المملكة الأردنية، تحت إشراف إذاعة هولندا.
وكانت الفرقة قد نشرت على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك مجموعة من الصور للعروض الأولى، مشيدةً بمستوى التفاعل الملحوظ من قبل الطلاب والطالبات، وابدآ التقدير للعمل ونوعيته، ومستوى الوعي المدهش بطرح العديد من الأفكار والمقترحات المختلفة والخلاقة؛ والتي تصب في مصلحة العمل، وتدعم فكرته، وبذلك تضيف له، بما يدل على جيل واعٍ من شباب وشابات عدن، وكررت دعوتها لتربية الأجيال على ثقافة المسرح بما يضمن مستقبل البلد، لما له من تأثير بإحداث تغيير إيجابي على المجتمع، والتأكيد على أن الحاجة باتت ماسة لإرساء وتجذير الوعي لدى الجميع.
من جانب آخر تجد الممثلة/عبير عبدالكريم – أحد أبطال المسرحية أن أول العروض في ثانوية "باكثير" للبنات في مديرية كريتر كان ناجحاً بكل المقاييس، وحظي باهتمام واقبال عدد كبير من الطالبات، كما قدمت الهيئة الإدارية والتعليمية بالمدرسة كافة سبل التسهيل والمساعدة، وتضيف عبير التي تلعب دور والدة أسامة بالمسرحية: "إن الظاهرة التي تطرحها وتناقشها المسرحية مهمة جداً، وصارت تشغل المجتمع في ظل الأوضاع الراهنة؛ فالسلاح متواجد ومتوفر لدى جميع الفئات العمرية؛ لذلك تحاول أحداث المسرحية البحث عن معالجات ناجعة لها"، موضحة أن المسرحية تتناول تورط الأطفال في تجارة السلاح بسبب الفقر والجهل، من خلال أسامة، الطفل ذو 16 ربيعاً، الذي يترك المدرسة، وهوايته المفضلة كرة القدم، ويضطر لأن يتاجر بالسلاح؛ ليوفر القوت اليومي لأسرة كبيرة، غادرت منزلها ونزحت أثر الحرب، وصارت بلا مأوى.
وأوضح البيان الصحفي الصادر عن الفرقة أن مسرحية (حكاية أسامة) التفاعلية تجربة جديدة وفريدة جداً في مشوارها المسرحي، وتستمد أهميتها من وصولها إلى أكبر عدد ممكن من طلاب المدارس؛ ليعيشوا تجربة المسرح، وتناقش المسرحية بشكل رئيسي ظاهرة التسلح، واستقطاب الجماعات المسلحة للشباب، وأسباب الظاهرة والنتائج المترتبة على تشريها في المجتمع، وخاصةً إن كانت دخيلة عليه، وكيفية محاربتها، وتسعى الفرقة لتقديم عشرين عرض لها في عشرين مدرسة ثانوية عامة، موزعة في مديريات محافظة عدن الثمان.
يُذكر أن فرقة(خليج عدن) المسرحية تأسست في عدن عام 2005م، وعرضت أولى مسرحياتها(عائلة دوت كوم) في ذات العام، وتوالت الأعمال المسرحية الموسمية للفرقة، منها: (بشرى سارا)، و(حلا حلا يستاهل)، و(سيدت الجميلة) عام 2008م المقتبسة عن رواية عالمية للكاتب/جورج برنارد شو، وعملها الخامس عام 2009م بعنوان(معك نازل) عن النص الألماني الأصلي للمخرج/فولكر لودفيج في المسرحية الألمانية الغنائية الشهيرة(الخط رقم 1)، و(كرت أحمر) المسرحية السادسة عام 2010م، والتي استمر عرضها على مدى ثلاث سنوات متواصلة، لم تقتصر أعمال الفرقة على المسرح فقط؛ بل قدمت البرنامج الكوميدي(ع الماشي)، ومسلسل(أصحاب) 2010م، ونقلت المسرح إلى التلفزيون بمسلسل(حافة الأنس)، ومسلسلها الأخير(فرصة أخيرة) عام 2013م، وكانت آخر أعمالها المسرحية(صرف غير صحي)، التي عُرضت عام 2014م.